دعت صحيفة "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها الأربعاء 27 فبراير جميع الأطراف والقوى اليمنية إلى الاحتكام لصوت العقل وإعلاء مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل اعتبار. وتحت عنوان "من أجل اليمن وأهله"، قالت الصحيفة "إنه مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في اليمن في 18 مارس المقبل تتزايد التحديات أمام القيادة السياسية والفرقاء بمختلف انتماءاتهم وسط مخاوف من استمرار الانهيار الأمني والاجتماعي". وقالت إنه خلال الأيام الأخيرة ازداد الاحتقان السياسي بعدما أطلت الأزمة التي تطحن البلاد منذ أكثر من عامين بقرونها من جديد من خلال العنف الذي شهدته مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب حيث كان بالإمكان تطويقه بقليل من الجهد والحرص على الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤجج الصراع بين أبناء البلد الواحد. ونبهت الصحيفة إلى أن لجوء الأطراف المتصارعة في الساحة الجنوبية إلى المواجهات المسلحة يهدد بفقد السلام الاجتماعي ويعمق مشاعر الكراهية خاصة مع انتشار الصراع المنطقي مع أن الجميع يدرك أن لا حل للأزمات التي تواجه البلاد إلا بالحوار. وأكدت أهمية أن تبدأ الأطراف السياسية في البحث عن وسيلة لحل خلافاتها وعدم الانسياق إلى العنف الذي يمكن أن يتخطى حدود الخريطة المحلية، خاصة مع تربص الكثير من الأطراف الخارجية باليمن وسعي هذه الأطراف لتأجيج الصراع بين اليمنيين خدمة لمصالحها الذاتية. وأضافت أنه يتعين على الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتولى إدارة المعركة السياسية في البلد بموجب المبادرة الخليجية أن يعمل على إقناع جميع الفرقاء السياسيين بالدخول في مؤتمر الحوار الوطني وتهيئة الأجواء لعقده، فضلا عن القضايا التي سيناقشها والتي ستحدد هوية اليمن في المرحلة المقبلة. وطالبت القوى السياسية أن تعي مخاطر الوضع القائم وتحديات المرحلة التي يمر بها اليمن في الوقت الحاضر ويتوجب عليها مساعدة الرئيس هادي على تهيئة الأجواء للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني بهدف صياغة عقد جديد لليمن يبقي على وحدته واستقراره وعلى تنوعه السياسي والجغرافي. وحثت "الخليج" - في ختام افتتاحيتها - الأطراف السياسية أن تدرك أن الحل يكمن في صياغة مستقبل جديد لليمن يكون قادرا على احتضان أبنائه كافة ونبذ المشاريع التي تهدد الوحدة.