رصدت صحيفة "التليجراف" البريطانية تغيرا في أسلوب تعامل الولاياتالمتحدة الذي طالما اتسم باللين مع النظام الإسلامي الحاكم في مصر . وأشارت الصحيفة - في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني، الخميس 21 فبراير، إلى انتقاد الولاياتالمتحدة، على لسان سفيرتها بالقاهرة آنا باترسون، لما وصفته بخلو الساحة السياسية المصرية من القيادات، إضافة إلى القيود المفروضة على حرية الصحافة . ونوهت الصحيفة عن التوجه الغامض الذي انتهجه البيت الأبيض في تعامله مع النظام في مصر منذ قيام الثورة، مشيرة إلى إحجامه عن توجيه نقد صريح لهذا النظام، حتى بشأن الدستور الذي وصفته بالمتشدد . وأعادت إلى الأذهان أن الولاياتالمتحدة طالما كانت متهمة من قبل نشطاء ليبراليين بتقديم الدعم الضمني لقيادة الإسلاميين الجدد، مشيرة إلى اتهام الناشط الحقوقي بهي الدين حسن الشهر الجاري للرئيس الأمريكي باراك أوباما ب"توفير غطاء" للنظام والسماح له بتنفيذ سياسات بعيدة عن الديمقراطية . ولفتت "التليجراف" إلى إشارة السفيرة الأمريكية، في حديث أدلت به الأسبوع الماضي بمدينة الإسكندرية، إلى تصاعد حدة أزمة الاقتصاد المصري وحالة السقوط الحر التي يشهدها الجنيه، وتأخر اعتماد قرض صندوق النقد الدولي ، قائلة "إن أي اقتصاد قد تعتريه فترات ضعف، لكنه يتعافى متى توفرت إرادة القيادات السياسية". وتابعت باترسون "إن أسوأ مسار يمكن أن تنتهجه أي حكومة أو قيادة سياسية –سواء في الحكم أم في المعارضة - إنما هو التقاعس عن اتخاذ قرارات والتواني عن استخدام السلطات وإظهار اللامبالاة حيال الأزمات".