دخل توقف العمل بمحطة حاويات ميناء العين السخنة، يومه الرابع عشر على التوالي، بعد اعتصام عمال شركة بلاتنيوم للمقاولات بداية فبراير الجاري، لرفض إدارة موانئ دبي تجديد التعاقد مع شركتهم. ورفض العمال أنفسهم نقل تبعيتهم لشركة مقاولات أخرى وتوقفت المفاوضات بعد 12 يوما من الاجتماعات والمفاوضات التي جرت بموانئ البحر الأحمر وبميناء العين السخنة لتقريب وجهات النظر وإعادة حركة العمل بمحطة الحاويات، وانتهت المفاوضات بفشل تقريب وجهات النظر، بعد تمسك كل طرف بمطالبة فالعمال يرفضون التعاقد مع شركة مقاولات أو بالأحرى يرفضون الانتقال من مقاول لأخر ، وموانئ دبي ترفض نقل تبعيتهم إليها فعددهم يتجاوز 1200 عاملا بما يزيد عن عدد العمال المعينين التابعين لها فكيف تستوعب كل هذه العمال؟. وأكد العمال أن عملهم مع مقاولي الخدمات لا يضمن استقرار للعامل، نظرا لان شركات المقاولات معرضة لفسخ تعاقدها في أي وقت، أو رفض موانئ دبي تجديد التعاقد معها، وحينها تتكرر الأزمة، وذلك ما حدث مع شركة بلاتنيوم عندما توغلت بالميناء وأصبح لها الحصة الأكبر من عدد العمال والقوى المشغلة بمحطة حاويات الميناء، فرفضت موانئ دبي تجديد التعاقد معها خشية من سيطرتها.
قال مصدر مطلع بالميناء أن حجم الخسائر اليومية على الدولة يصل إلى 16 مليون جنيه 15 مليون رسوم ضرائب وجمارك ، ومليون جنية رسوم سيادية لموانئ البحر الأحمر، وبلغ حجم تلك الخسائر بسبب توقف العمل 224 مليون جنيه، فضلا عن خسائر شركة موانئ دبي التي وصلت إلى 300 مليون دولار، بسبب توقف حركة تداول الحاويات وحالة الشلل التي ضربت الميناء بعد توقف نقل البضائع من وإلى الميناء. وأضاف المصدر أن ساحة الجمارك بالميناء تشهد تكدس ما يزيد عن 1500 حاوية مشتملة على رسائل مواد خام وبضائع ومعدات مستوردة، وموجودة منذ الأول من فبراير بالساحة كان من المفترض تفتيشها وفحصها وجمركتها لكن عملية الفتح والفرز المنوط بها عمال بلاتنيوم المعتصمين منذ ذلك اليوم، أما ساحة الانتظار والساحات الأخرى فتشهد مالا يقل عن 10 ألاف حاوية بينها حاويات معدة للتصدير وأخرى مستوردة لم تأخذ دورها في الكشف لتنقل لساحة الجمارك، بجانب تواجد أكثر من 200 براد تشتمل على مواد غذائية وأطعمة تتعرض للتلف بعد 72 ساعة من شحنها إذا لم يتم توصيلها بمصدر كهربي لحفظ ما بداخلها. أما عن السفن التجارية فأشار أنه منذ يوم 4 فبراير الماضي فلم يشهد غاطس ميناء العين السخنة تواجد أي سفينة تجارية ولم تدخل الرصيف إلا السفن السياحية حيث يعمل رصيف السياحة ورصيف شحن الأمونيا وتكرير السكر بشكل طبيعي.
في سياق متصل أدى توقف العمل بالميناء في تعطل وصول المواد الخام والبضائع إلى العين السخنة، بعدما غيرت الخطوط الملاحية خط سيرها إلى موانئ أخرى بحسب ما ذكرت مصادر ملاحية، ، واثر ذلك بالسلب على المواقع الإنتاجية والمصانع والشركات بالمنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس لتعطل حركة تصدير منتجاتها، وكذلك توقف توريد المنتج الخام والمعدات بعد توقف خروج الرسائل الجمركية المشتملة عليها. وهدد أصحاب المصانع والعمال بالمنطقة الصناعية، بالخروج في مسيرات احتجاجية بسبب تعرض مصانعهم لخسائر مالية لعدم تمكنهم من الإفراج عن رسائلهم التي تتضمن المواد الخام بالإضافة إلى وجود رسائل تشتمل على بها مواد غذائية معدة للتصدير سوف تتعرض للتلف في البرادات مع طول المدة تخزينها.