يعتبر ميدان الشهداء ( الأربعين سابقا ) شاهد إثبات على مر التاريخ لمواقف وبطوله شعب السويس. فعلى أرضه تمكن أبطال المقاومة الشعبية من محاصرة الجنود الاسرائيليين الذين أرادوا حصار المدينة واحتلالها في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1973 . وعلى أرضه أيضا نفذ الأحفاد ما تعلموه من ثقافة المقاومة فحاصروا قوات الشرطة في قلبه وصدوا رصاصاتهم بالحجارة والمولوتوف .. فبدأت مظاهراتهم من على أرضه ومنه اشتعلت شرارة ثورة 25 يناير بعد سقوط أول شهيد وسالت دماء عشرات الشهداء .. وعليه أيضا سهرت السويس حتى الصباح احتفالا بتنحي المخلوع. فتجددت قيمة الميدان الجغرافية والتاريخية فكان مقصدا للثوار على مدى عام كامل بعد الثورة فما من حدث اثر على السويس إلا وكان للميدان نصيب منه .. فعندما أصدرت محكمة السويس قرارا بإخلاء سبيل الضباط المتهمين في قضية قتل المتظاهرين عاد أهالي الشهداء من المحكمة إلى الميدان ومعهم ثوار السويس وفرضوا اعتصاما لم تشهده المدينة الباسلة خلال أحداث الثورة حيث استمر 21 يوما أغلق فيه شارع الجيش الذي يتوسطه الميدان. وفي الميدان يحتشد المتظاهرون كل جمعة بعد الصلاة بمسجد الأربعين ، وفيه أيضا احتفلوا بمحاكمة مبارك، وسوف يظل مكانا ورمزا طاهرا تتجدد علية التظاهرات يوما بعد يوم فما كان من شباب السويس إلا أن يطلقوا علية ميدان الشهداء بدلا من ميدان الأربعين تيمنا بدماء الشهداء الطاهرة التي سالت عليه وتعود تسمية ميدان الأربعين بذلك الاسم نسبة إلى مسجد الأربعين أو بشكل أدق ( مسجد سيدي عبد الله الأربعين ) وهو يعد من أقدم المساجد بالسويس ومن أبرز المعالم التاريخية بالمدينة.
ويشير حسين العشى عضو مجلس الشورى الأسبق ومؤرخ السويس إلى أنه ترجع تسمية المسجد إلى أحد الغرباء يدعى عبد الله ،جاء إلى السويس أثناء حفر قناة السويس ضمن مجموعة من أربعين شخصا اعتبرهم السكان الاصليون للمدينة من أولياء الله الصالحين وكان عبد الله آخر هؤلاء المتوفين فأطلقوا عليه عبد الله الأربعين ويضيف العشى :كان عبد الله رجلا محبوبا وصالحا ومجاهدا واشتهر عنه مقاومته لنظام السخرة، الذي استخدم لجلب العمال والفلاحين من المحافظات لحفر القناة. وساعد عبد الله حفاري القناة على معرفه أمور دينهم الإسلامي فالتف الناس من حوله وأصبح رمزا للمقاومة إلى أن توفى بالسويس ودفن بذلك المكان وبتبرعات الأهالي البسطاء تم بناء مسجد فوق قبره عام 1910 .