29/11/2011 03:44:52 م رضوي عبد اللطيف خرجت مظاهرات الأمازيغ (البربر) في طرابلس تهدد وتتوعد بسبب عدم وجود ممثل لهم في الحكومة الجديدة, بعد أيام قليلة من الإعلان عن الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبد الرحيم الكيب وعاني الأمازيغ من الاضطهاد تحت حكم القذافي, وكانوا مهمشين سياسيا وثقافيا واجتماعيا وعلي مستوي الخدمات, فكانوا يعاملون علي أنهم مواطنون من الدرجة الثانية وظلت المدن التي يتمركز بها البربر (الأمازيغ) تعاني من تدني الخدمات, مقارنة بالمدن الليبية الأخري الغنية بالنفط, وكان محرم عليهم التحدث باللغة الأمازيغية أو تسمية أبنائهم بأسماء من تراثهم وكان يسجن كل من يفعل ذلك وبدا واضحا الغضب الأمازيغي عندما وجدوا الحكومة الجديدة وبها عدد من قادة الميلشيات, الذين حاربوا القذافي, ومنهم القائد السابق لثوار الزنتان أسامة الجويلي, الذي أصبح وزيرا للدفاع وهو من أعتقلت قواته سيف الإسلام القذافي، وأحد قادة ثوار مصراتة فوزي عبد العال, الذي أصبح وزيرا للداخلية, وهو من أمسكت ميلشياته بالقذافي وقتلته وأكد الكيب في مؤتمر صحفي أن كل ليبيا (ممثلة) في الحكومة, خرجت مظاهرات الأمازيغ ومظاهرات أخري في بنغازي مدينة الثوار, الذين اشتكوا من عدم وجود قادة من ميلشياتهم التي خاضت حربا شرسة مع كتائب القذافي وتضم الحكومة الجديدة 24 حقيبة تم استحداث بعضها للمرة الأولي مثل وزارة الشهداء والجرحي والمفقودين ووزارة المجتمع المدني, ومن بين الأسماء المعروفة في الحكومة الجديدة المحامي فتحي تربل العضو في المجلس الوطني الانتقالي, الذي أدي إعتقاله في فبراير إلي إندلاع الإنتفاضة الشعبية في بنغازي, ومنها إلي بقية أنحاء ليبيا, والذي عين وزيرا للشباب والرياضة, كما عين أحد رموز المعارضة لنظام القذافي عاشور بن خيال وزيرا للخارجية ووضعت الحكومة الجديدة علي رأس أولوياتها, جمع السلاح الذي لا يخلو منه شارع في ليبيا, إلي حد وصفته الصحف الغربية, بأنه أصبح لعبة الأطفال الجديدة, ومع رفض معظم الميلشيات المسلحة تسليم أسلحتها, قال الكيب بأن الليبين عانوا من عدم وجود ثقافة للحوار منذ أكثر من 42 عاما, وبعد أن تحولت الحرب إلي عملية سياسية دون ضوابط حاكمة وتعكف الحكومة الآن علي إيجاد صيغة تقنع بها قادة هذه الميلشيات لتسليم أسلحتهم, وممارسة حقهم السياسي بإنشاء أحزاب يكون لها دور في مستقبل ليبيا, ومن المقرر أن تنقل الحكومة الانتقالية صلاحياتها للحكومة المنتخبة قبل منتصف العام المقبل, كما تسعي لإعادة بناء الجيش الوطني وقوات الأمن والإستعانة بمن يرغب من الليبين في إقرار الأمن ووعد الكيب قبل تشكيل الحكومة إختار حكومة من التكنوقراط, علي أساس الكفاءة والقدرة علي إدارة البلاد, لا علي أساس سياسي, وطمأن القوي السياسية والميلشيات المسلحة بأن الجميع سيكونون ممثلين في الحكومة, ولكن جاء الإعلان عن الحكومة ليشعل غضب كثيرين ممن لم يحصلوا علي حقائب وزارية وأعلن الأمازيغ أنهم لا يعترفون بهذه الحكومة, وأن علي جميع الليبيين أن يعرفوا أن الأمازيغ جزء قوي ومهم في ليبيا, وأنهم لعبوا دورا مهما في الثورة التي أطاحت في النهاية بمعمر القذافي, وتسيطر ميلشياتهم الآن علي عدة أحياء في العاصمة وطالب الشارع الليبي المساواة بين الأمازيغ والعرب, وهذه القضية هي أحد القضايا الشائكة التي إنفجرت في وجه الحكومة الليبية قبل حتي أن تبدأ في عقد أولي اجتماعاتها, وسط اتهامات من بعض السياسيين بأنها حكومة مدعومة من الخارج بالأموال والسلاح, ولا تعبر عن صوت الليبين الأحرار..فهل ستنجح أول حكومة بعد المرحلة القذافية في أن توحد الليبين؟ وتوصل ليبيا إلي بر الأمان؟