اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن تقدم "البيت اليهودي" في سباق الانتخابات الإسرائيلية بمثابة مؤشر على توجه الكنيست وربما الحكومة المقبلة صوب مزيد من اليمين. وأشارت الصحيفة في موقعها الإلكتروني الجمعة 11 يناير، إلى ما أظهره استطلاع للرأيتم إجراؤه من احتمال حصول حزب "البيت اليهودي" على 13 أو 14 مقعدامن أصل 120 هي إجمالي مقاعد الكنيست، ليكون بذلك ثالث أكبر الأحزاب بعد تحالف "الليكود-بيتنا" وحزب "العمل"، وهو ما سيعطيه ثقلا سياسيا داخل وخارج الحكومة الإسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى فزع الليبراليين في إسرائيل من بزوغ نجم "البيت اليهودي" اليميني المتطرف بقيادة نفتالي بينيت، في الوقت الذي يبدي العديد فيه قلقهم من اتساع الهوة بين التوجهات السياسية في إسرائيل وتضاؤل فرصة حل الدولتين على صعيد الصراع مع الفلسطينيين، مشيرة إلى اجتذاب الحزب للناخبين من أحزاب يمينية أخرى، من بينها تحالف "الليكود-بيتنا" بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وعزت الصحيفة إقبال الإسرائيليين - ولا سيما الشباب - على "بينيت" إلى الطابع الذي يميز تفكير المجتمع اليهودي، المؤمن بأهمية الحصار؛ بحيث يعيش أفراد هذا المجتمع في حالة ترقب مستمر لسقوط صورايخ، وقد وجدوا في التوجهات الأمنية المتشددة للرجل ما يساير هذا الطابع. ونوهت الصحيفة بوجهة نظر "بينيت" في القضية الفلسطينية القائلة باستحالة إقامة دولتين، والبديل من وجهة نظره هو أنه بإمكان الفلسطينيين البقاء كأقلية في دولة إسرائيل، شريطة عدم الإساءة إلى الشعب اليهودي. وأعادت إلى الأذهان الدعوة التي نادي فيها "بينيت" صراحة بضم المنطقة "ج" - التي تشتمل على معظم المستوطنات بالضفة الغربية - إلى إسرائيل، ولدى سؤاله عن الفلسطينيين المقيمين بتلك المنطقة، أجاب بينيت "سيصبحون مواطنين إسرائيليين".