أنا سيدة عمري 51 عاما جمية وذكية ومن آسرة راقية وأمارس عملا متميزا وناجحة بكل المعايير .. وكان من المفروض آن أكون سعيدة في حياتي ولكن ذلك لم يحدث للأسف.. فمنذ نحو 20 عاما كنت فتاة حسناء وقد ارتكبت خطأ قاتلا في حياتي عندما ارتبطت بمحمود زميلي في العمل وهو أصغر مني بنحو سبع سنوات ومن أسرة متواضعة للغاية تعيش في منطقة عشوائية.. ورغم ذلك ارتبطت به أنا إبنة الأستاذ الجامعي المرموق .. صممت على اختياري.. تمردت على أسرتي.. وهربت من البيت.. وذهبت إلى محمود وتزوجته رغم أنف أسرتي.. إستأجرنا شقة متواضعة في حي شعبي .. أصبحت أدفع كل راتبي في البيت .. بعت ذهبي.. تحملت سوء معاملة أسرته التي اعتبرتني إبنة الأكابر المتعالية عليهم.. تحملت كل ذلك وأكثر ..فمحمود زوجي الذي أحببته وهربت من أسرتي بسببه .. عاجز جنسيا.. قررت التحمل ومساندته في رحلة العلاج اليائسة.. تحملت كل ذلك ولكن مالم أتحمله هو تغير معاملة محمود الذي أخذ يتطاول علي وتحول الى شخص قاس غير الانسان الذي عرفته.. هجرته .. عدت إلى آسرتي نادمة.. أجبرني محمود على التنازل عن كل مستحقاتي لأحصل على حريتي.. ومنذ ذلك الحين أي ما يزيد عن العشرين عاما أصبت بعقدة من الرجال .. لم أرتبط ثانية.. توفي آبي وهاجر شقيقي الوحيد إلى أستراليا.. وأعيش مع والدتي المريضة.. وتنتابني هواجس أن أفقدها هي الأخرى فأعيش وحيدة.. هذا الخوف أطار النوم من عيني.. وجعلني أعيش في قلق دائم فماذا أفعل؟ عزيزتي.. من الواضح أنك تعيشين في حالة وسواس قهري وبالتالي فانت في أشد الحاجة لزيارة طبيب نفسي يساعدك على الانتصار على مخاوفك.. كما أنك بحاجة أيضا الى التغلب على عقدتك تجاه الرجال وخاصة بعد مرور هذه الفترة الطويلة.. فليس كل الرجال شياطين وليس كل النساء ملائكة.. حاولي ان تفتحي صفحة جديدة في حياتك فالوقت لم يفت بعد.. وهناك الكثير من الرجال الطيبين المحترمين والذين لديهم ظروف معينة تجعلهم مناسبين لك.. افتحي قلبك للحياة فهناك دائما آمل.. وسوف تلتقين بفارس الأحلام الذي تكملين معه مشوارك.. ولكن تروي في الاختيار.. وفقك الله لما فيه الخير.. لمراسلة الباب [email protected]