مشكلتي الوسواس القهري.... أنا عندي 23 سنة وطول عمري باعاني من الموضوع ده؛ بس المشكلة إنه دايماً بييجي لي في الدين، بقيت حاسة في كل لحظة إني هادخل النار، وعلى أسباب ممكن ما يكونش حد بياخد باله منها، وفقدت إحساسي في الحياة، وبقيت مش قادرة أفرح بحاجة... مع إن كل حاجة في حياتي كويسة والحمد لله.. إلى جانب إن الموضوع ده بيخليني مش عارفة أعمل حاجات كتير طبيعية في الحياة وبافكر قبل كل حاجة.... بجد أنا تعبانة أوي ومش عارفة أروح لدكتور. aliveone الوسواس القهري للأسف صار من أشهر الأمراض النفسية شيوعاً، وهو يأتي أيضاً للأسف في كل شيء في الحياة؛ فيأتي في النظافة وفي الطهارة والوضوء والمرض وفي الموت حتى العقيدة؛ فيعاني الكثير من سيطرة فكرة عدم وجوده أو سببه تنزّه سبحانه عن كل نقص أو السخرية من تشريعاته؛ فالدراسات الحديثة تؤكد أن نسبة الإصابة بالوسواس القهري عموماً وصلت لأكثر من 85% من الشباب العربي في الوطن العربي فقط، ومشكلته الحقيقية أنه ثقيل الظل يقحم فكرته داخل الرأس ولا تنتهي بالمقاومة بل تزداد. ولذلك لا تستسلمي لعدم معرفة كيف تذهبين لطبيب؛ فالطبيب في حالتك أمر ضروري؛ لأنه أصبح يعيقك عن القيام بأدوارك الطبيعية في الحياة، ولأنه يزداد شراسة مع عدم العلاج أو بالعلاج غير المناسب له، وقد يكتشف الطبيب أن حقيقة وسواسك ليس عائداً لمرض الوسواس القهري نفسه؛ ولكن الوسواس هو عرض يخفي وراءه المرض الأصلي كالقلق المرضي مثلاً؛ فيكون العلاج السليم هو علاج القلق؛ فيتم علاج الوسواس ضمنه وغيره الكثير من التفسيرات، وكذلك الوسواس القهري يحتاج لدواء، والحمد لله أدوية الوسواس تطورت الآن وأصبحت ذات أثر كبير جداً وفعّال؛ فالمرضى المواظبون على إرشادات الطبيب تصل نسبة شفائهم ل 95%، والكثير منهم تم شفائه بنسبة100%، وحتى تتواصلي مع طبيب ماهر يعالج بالدواء والبرامج السلوكية؛ عليك أن تحاولي في تلك النقاط كعلاج ذاتي مبدئياً: - الفكرة الوسواسية لا يتم مقاومتها؛ فمقاومتها تزيدها شراسة ولكن يتم قهرها بالإهمال؛ فكلما أهملت الفكرة حتى وهي موجودة كلما خفّت حدّتها. - يترعرع الوسواس ويتضخم كلما ظللت وحيدة أو زاد وقت فراغك؛ فانخرطي في أعمال ذهنية وليست بدنية لتخف وطأته. - الشك في العقيدة ليس كفراً يدخلك النار أبداً يا ابنتي فلا تخافي؛ ولكنه مرض له علاج، فإن لم يكن لك إرادة في مرضك؛ فلك إرادة في طلب العلاج بصدق، وحين ذهب رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يشكو وسواس العقيدة قال له "ذلك صريح الإيمان"، أي أن الوسواس يأتي للمؤمن، ودليل على إيمانه!. من الآثار الطبيعية والشهيرة جداً للوسواس هو الاكتئاب؛ فما تعانيه من وسواس يسبب لك الاكتئاب الذي يظهر في فقدك لطعم الحياة وعدم قدرتك على الشعور بالسعادة، ولله الحمد مرة ثانية أن كل علاجات الوسواس تعالج في نفس الوقت الاكتئاب والعكس غير صحيح... هيا لا تتأخري لتنعمي بحياتك من جديد يا ابنتي.