هشام عطىة عندما أجلس شارداً متأملا هذا المشهد المضطرب الذي نعيشه بسبب اصرار الاغلبية البرلمانية علي اغتصاب حق كل المصريين في كتابة دستورهم اجدني أمام حقيقة مرة وهي أن الجماعة اشتاقت إلي لقب المحظورة بينما تاقت نفوس اخوانها من السلفيين إلي أزمنة الخوف والمطاردة! السلفيون والاخوان الذين مكن لهم الله في الارض واصبحوا الاغلبية الجديدة كانوا ومنذ شهور قليلة من المستضعفين في الارض ولم يكن يغادر ألسنتهم الكلام الطيب عن الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية ولكن وبعد ان دان لهم ملك مصر لم تتعد كل هذه القيم النبيلة اطراف ألسنتهم!! الاغلبية التي تحكمنا تمارس بحرفية شديدة التقية السياسية فهي تعلن علي الملأ انها لا تريد سوي بضعة مقاعد معدودة في البرلمان وتخفي نهما وجشعا مكنها من الحصول علي اغلبية كاسحة.. الجماعة وذراعها السياسية يدعون انهم أهل زهد ولا يرغبون في المناصب والكراسي ويقاتلون قتالا شرسا للاستحواذ والتكويش علي كل المناصب، يزعمون انهم لا يريدون أكثر من 03 بالمائة من اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور بينما يستأثرون بأكثر من نصف اعضائها، . لا يعنيني كثيرا أزمة اللجنة التأسيسية لانها لامحالة ستنتهي إما بضغوط او تنازلات أو توافق أو بالعودة للمحكمة الدستورية العليا لتفسير المادة 06 من الاعلان الدستوري ولكن الداء الاكبر الذي يعنيني أكثر من نهم فصيل ورغبته في الانفراد بالسلطة هو طبيعة الشخصية المصرية علي اختلاف مرجعياتها والتي إذا اصابت سلطة او منصبا اصابها التسلط والسلطوية!! ما يعنيني اكثر هو الخداع الذاتي الذي نمارسه علي انفسنا ونحن نري علاقة حزب الاغلبية بجماعة الإخوان ونصر علي ان القانون لدينا يحظر قيام احزاب علي أسس دينية دون ان نكترث بكوارث كبري تلوح في الافق قادمة نتيجة تسييس الدين. إذا أصرت الاغلبية علي غيها وممارساتها فإنها ستحصل وبجدارة علي لقب المحظورة مرة اخري ولكن من الشعب!!