بقلم: مجدي عبدالعزيز أسعدني الجهد المبذول في مجلة المسرح حيث تلقيت العدد الجديد من الصديق العزيز وأول دفعتي د. أحمد سخسوخ رئيس التحرير التنفيذي الذي عرفته.. كناقد ودارس محترم منذ أن جمع بيننا قسم النقد والدراما في أكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية في بداية السبعينيات وظلت العلاقة بيننا مستمرة ومتواصلة رغم اختلاف مسار كل منا في الحياة فهو اختار سلك التدريس حتي تولي منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية وأنا اتجهت للعمل بالصحافة وممارسة النقد الدرامي والفني حتي وصلت لمنصب مدير تحرير »أخبار اليوم« العريقة التي يقودها الآن الكاتب الصحفي الكبير والقدير ممتاز القط. وكانت مجلة المسرح منذ كنا نحن طلبة في أكاديمية الفنون جزءاً أساسياً في تكويننا الثقافي وكانت الأعداد القديمة لهذه المطبوعة الرائعة بها دراسات نقدية لمشاهير الأساتذة وكبار النقاد المتخصصين ويقودهم بثقة واقتدار د. محمد مندور أحد أهم أساتذة النقد الأدبي في مصر خلال العقد الماضي ثم كان هناك أجزاء مخصصة من صفحات المجلة لأحدث العروض المسرحية العالمية والمحلية بجانب الحوارات المثيرة مع نجوم المسرح في مصر والعالم العربي علاوة علي عرض لأحدث الإصدارات في مجال الدراما فكانت بحق موسوعة ثقافية لا يستطيع الدارس الأكاديمي أن يستغني عن اقتناء تلك الأعداد وهو نفس الشيء بالنسبة للهواة الذين كانت تمتلئ بهم نوادي المسرح داخل معظم مسارح الدولة في الخمسينيات والستينيات وحتي منتصف السبعينيات قبل أن يختلط الحابل بالنابل مثلما يقول مثلنا الشعبي الشهير. وعندما جاءت فترة أختفت فيها مجلة المسرح شعرنا نحن النقاد والدارسين المهتمين بقضايا العمل الثقافي والإبداعي أن هناك ردة في الأداء المهني في حركة النقد الأدبي بوجه عام وفي النقد المسرحي بوجه خاص حيث تبع ذلك انهيار تام للمسرح المصري وتدهورت عروض فرقه المختلفة وفقدنا ريادتنا في هذا المجال ولم يعد هناك مسرح بالمعني الأكاديمي لهذه الكلمة وعشنا لعدة سنوات مع عروض ليس لها علاقة بفنون الدراما المحترمة. واستمرت حالة التدني لمسارح الدولة لسنوات طويلة إلي أن بدأت الروح تعود وتدب مرة أخري داخل الجسد المسرحي حيث أخذ يتعافي من حالة الضعف والوهن وشهدنا عروضاً جيدة الصنع خلال السنوات العشر الأخيرة. ومع عودة الروح لفرق المسرح المصري كان لابد أن تعود مجلة المسرح في ثوبها الجديد حيث وافق الفنان فاروق حسني علي أن تصدر هذه المطبوعة الأنيقة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. محمد صابر عرب ونائبه الكاتب اللامع حلمي النمنم وأسند رئاسة تحريرها لناقد وأستاذ جامعي كبير هو د. محمد عناني وتم اختيار د. أحمد سخسوخ لرئاسة التحرير التنفيذي مع هيئة من المستشارين الأكفاء وأذكر من بينهم المفكر الكبير د. فوزي فهمي أستاذ أساتذة النقد ود. أشرف زكي ود. خليل مرسي والمخرج القدير أحمد عبدالحليم وزميلنا الناقد الأكاديمي المحترم عبدالرازق حسين والدكاترة هناء عبدالفتاح ونها د صليحة ومحمد شيحة، وشيخ المخرجين المبدع أحمد زكي. وكناقد محترف أؤكد أن مجلة المسرح في عددها الأخير قد جاءت علي مستوي فني وثقافي شديد التميز وضمت من الدراسات والأبحاث والملفات والحوارات والمذكرات ما جعلني أستعيد ذكرياتي مع مجلة المسرح القديمة التي لا أزال أحتفظ بها حتي يومنا هذا وكم كنت أتمني لو أن المجلة في ثوبها الجديد قد خصصت عددا من صفحاتها لنشر بعض الدراسات النقدية التي كانت تذخر بها الأعداد الذهبية أيام زمان فهي تمثل للدارسين والهواة المزيد من المعرفة والفهم خاصة وهذا رأيي أن الحركة النقدية الآن ليست في أحسن حالاتها نتيجة لأسباب كثيرة لا أريد الخوض فيها الآن! إنني أتمني المزيد من الدعم المعنوي والأدبي والمادي من وزارة الثقافة لمجلة المسرح المصري بحيث تكون في أيدي المثقفين والهواة والطلبة لأنها رافد مهم وحيوي في تنمية الوجدان بفن عريق كان ولايزال تعبيراً صادقاً عن ضمير الأمة فالمسرح هو أبو الفنون.