قامت ثورة 25يناير من أجل تحقيق شعارها " عيش - حرية - عدالة اجتماعية " وكان من أهم نتائج الثورة القضاء علي مشروع التوريث الذي بدأه الرئيس المخلوع مبارك منذ عام 6002، عندما بدأ الفكر الجديد يسيطر علي الحزب الوطني المنحل ، لكن الكثيرين منا لا يختلفون عن المخلوع ، فهم يورثون أبناءهم مهنهم ومناصبهم ، فابن أستاذ الجامعة يتخطي جميع زملائه ليصبح معيدا ، وابن المذيع يصبح مذيعا ، وابن الضابط يصبح ضابطا ، حتي الصحافة امتلأت بالوارثين من الأبناء والبنات ممن لا يملكون الموهبة.. كما خرجت العديد من فئات العاملين بالحكومة في مظاهرات بعد الثورة للمطالبة بتعيين الأبناء في نفس الجهات التي يعملون بها.. وكأنه لم تقم ثورة في البلد كان هدفها الأساسي منع التوريث . وفي هذا السياق لم يكن غريبا أن يخرج علينا رئيس نادي القضاه المستشار أحمد الزند - خلال اللقاء الذي عقده مع عدد من قضاة المنوفية - ليشن هجوما علي العاملين بالمحاكم، بعد إضرابهم الأخير وإغلاقهم عددا من المحاكم بالجنازير قائلا: "من يهاجم أبناء القضاة هم "الحاقدون والكارهون" ممن يرفض تعيينهم، وستخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة ،ولن تكون هناك قوة في مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلي قضائها.. ولا أعرف أي قداسة في توريث مهنة الأب لابنه.. خاصة إذا كان هذا الابن غير مؤهل لهذه المهنة.. وبالتالي ستنهار مصر.. بسبب حمي التوريث التي تسيطر علي كل قطاع وظيفي بها.