أسرار ومفاجآت في تحقيقات مذبحة بورسعيد

خطة الهجوم تم الاتفاق عليها في مقهي بميدان المساحة .. ومدير النادي استخدم البلطجية في الأحداث

كشفت اوراق قضية مجزرة ستاد بورسعيد التي وصل عددها الي عشرة آلاف ورقة عن المزيد من المفاجآت التي تسردها »أخبار اليوم« بعد انتهاء فريق التحقيق برئاسة المستشار مجدي الديب المحامي العام الاول من المرحلة الاولي باحالة 57 متهما الي محكمة الجنايات، حيث تواصل نيابة بورسعيد برئاسة المستشار سامي عديلة المحامي العام لنيابات بورسعيد بتكليف اجهزة الأمن بالتوصل الي 02 متهما اخرين غير معلوم اسمائهم.. ولكن صورهم تم طبعها من خلال لقطات الفيديو التي كشفت عن اشتراك هؤلاء المتهمين في جرائم الاعتداء علي جماهير النادي الأهلي.. وتشير المعلومات الاولية الي ان هؤلاء المتهمين بعضهم من البلطجية والبعض الاخر من روابط مشجعي النادي المصري.
أكدت اوراق القضية ان المتهمين الذين احالهم النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الي الجنايات خططوا لجريمتهم قبل بداية المباراة ب 84 ساعة فقط خلال اجتماعاتهم في احدي المقاهي بميدان المساحة ببورسعيد واجتماعات اخري في ستاد بورسعيد واتفقوا علي كل تفاصيل دخول الجماهير باسلحة وسيناريو الاعتداء علي جمهور النادي الاهلي.
كشفت اوراق القضية ايضا عن وجود 51 متهما مسجلين خطر استغلوا ظروف الاحتقان بين جمهوري الاهلي والمصري ليمارسوا هوايتهم ويسرقوا شهداء الالتراس حيث كشفت اللقطات التي استعانت بها النيابة عن وجود البلطجية في جميع ارجاء الملعب، وادانت التحقيقات اللواء محسن شتا المدير التنفيذي للنادي المصري وهو الاب الروحي لرابطة الالتراس الاخضر وعلي علاقة بعشرات البلطجية بحكم عمله السابق كضابط مباحث ببورسعيد حيث اكدت اقوال الشهود ان معظم البلطجية الذين شاركوا في الحادث لهم علاقة بشتا وتأكدت هذه المعلومات من خلال اعترافات المتهمين علي بعضهم. وساهمت تحريات الأمن العام برئاسة اللواء احمد جمال مساعد أول وزير الداخلية عن تقديم جميع المعلومات التي ادانت المتهمين وكذلك تم ضبط احد المتهمين الرئيسيين في القضية من خلال مباحث المعلومات والحاسبات التي توصلت لموقعه الذي بث فيه رسائل تحريض ضد جماهير النادي الاهلي وذلك رغم قيام المتهم باغلاق الموقع بعد احداث المباراة. واسندت النيابة الي قيادات الشرطة التسعة المحالين الي الجنايات تهم الاشتراك في جريمة القتل لانهم كانوا يعرفون سيناريو المباراة من خلال المباريات السابقة بين الفريقين التي شهدت احداثا دامية، منها المباراة السابقة التي شهدت تحطيم محطة القطار ببورسعيد وتحطيم مجموعة محلات ومع ذلك لم يتدخل رجال الشرطة باحتياطات امنية مناسبة ولم يقوموا بتفتيش جماهير النادي المصري.
وأكدت التحقيقات ايضا من واقع لوائح الاتحاد الدولي براءة الحكم فهيم عمر من تهمة الاشتراك في الحادث بسبب استمرار المباراة حيث تقضي لوائح الاتحاد الدولي علي الزام الحكم باستكمال المباراة حتي لو اصيب وكذلك فإن فهيم عمر قد سأل أجهزة الأمن عن الاشخاص الذين تواجدوا في مضمار الملعب فأكدوا له انهم يشاركون في تأمين المباراة.. وبالنسبة لكثرة استخدام الشماريخ فإن اتحاد الكرة قد ألغي العقوبات الخاصة بها واستندت النيابة الي هذه الدلائل لاستبعاد الحكم الدولي فهيم عمر من اي مسئولية.. وشهدت التحقيقات اعترافات من بعض المتهمين الذين ارشدوا عن زملائهم وتمت مواجهتهم بالضحايا من مصابي الالتراس واكدت التحقيقات ان سيناريو المذبحة يؤكد ان الاعداد التي هاجمت مدرج جماهير النادي الاهلي تتراوح ما بين 003 و004 متهم وامتدت الاحداث الي خارج استاد المباراة وتدخل مواطنو بورسعيد لحماية العديد من جماهير النادي الاهلي وانقاذهم من براثن المتهمين الذين سعي بعضهم الي سرقة متعلقات الضحايا. وشهدت التحقيقات وجود شهود اثبات من اهالي بورسعيد الذين ادانوا الحادث وارشدوا عن شخصيات المتهمين بعد ان تعرفوا علي صورهم في لقطات الفيديو، والصور الفوتوغرافية التي استخدمتها النيابة في ادلة الثبوت
وأكدت التحقيقات وجود بلطجية لا علاقة لهم بكرة القدم بين اوساط جماهير النادي المصري ودخلوا الي الاستاد ومعهم اسلحة بيضاء وفي بعض روايات الشهود تأكد ان احد البلطجية كان يحمل سلاحا ناريا.. وتضمنت اوراق القضية وجود 56 شاهد اثبات علي رأسهم اهالي بورسعيد وتنوعت وظائف شهود الاثبات ما بين طلبة جامعة وموظفين وعمال وبعض اعضاء التراس النادي الاهلي وفي هذا الصدد طالب النائب العام في توصياته المجتمع ان يرفع يده عن بورسعيد خاصة ان اهل المدينة الباسلة لا علاقة لهم بتصرفات 004 مجرم
وفي هذا الصدد فحصت النيابة جميع اوراق لجان تقصي الحقائق التي اكدت وقائع تحريض اخرين علي هذه المذبحة واستدعت النيابة الاشخاص الذين ادلوا بهذه المعلومات للجان تقصي الحقائق لكنهم غيروا اقوالهم والبعض انكر انه ادلي بهذه المعني ورغم ذلك كلفت النيابة الشرطة بالتحري عن وجود محرضين من الخارج وجاءت نتائج التحريات سلبية. وقدمت النيابة احراز القضية وهي عبارة عن لقطات الفيديو التي سجلتها كاميرات الاستاد وعلي رأسها لقطة معبرة تكشف وقائع اقتحام جمهور المصري لمدرجات النادي المصري ومدتها دقيقتان، حيث تكشف اللقطة اعتداء الجمهور الاخضر علي التراس الاهلي ومطاردتهم حتي الممر الضيق الذي شهد مصرع العشرات من الجماهير الحمراء بالاختناق والدهس وشهدت اللقطات محاولة احد البلطجية الاعتداء علي ضابط شرطة مستخدما حزاما جلديا.