لم تكن أزمة المتهمين الاجانب في قضية التمويل الأجنبي هي الاولي من نوعها بين القاهرةوواشنطن ولن تكون الأخيرة في تاريخ العلاقات بين البلدين والتي بدأت رسمياً عام 1823. من اشهر الأزمات التي واجهت العلاقات المصرية الأمريكية أزمة تمويل السد العالي، فعندما تقدمت مصر بطلب للبنك الدولي والولاياتالمتحدة جاء الرد بشروط مجحفة والتي كان الهدف منها امتلاك اوراق ضغط علي مجلس قيادة الثورة في هذا الوقت وهو الأمر الذي رفضه عبد الناصر وقتها. كانت النتيجة الطبيعية لهذه الأزمة هي توتر في العلاقات المصرية. . وربما كانت اعنف تلك المواجهات والتي وصلت للصراع وقطع العلاقات الدبلوماسية تماما بين مصر والولاياتالمتحدة عام 1967 حين اتخذت مصر قرارا بقطع العلاقات السياسية مع امريكا بعد تورطها مع اسرائيل في هجومها علي مصر خلال عدوان يونيو . ولكن في السياسة لا صداقة الي الابد ولا عداء الي الابد فعادت علاقات الولاياتالمتحدة مع مصر والعالم العربي في مرحلة السبعينيات بصورة مفاجئة بعد أن استطاعت الدبلوماسية الأمريكية أثناء فترة الحرب الباردة احتواء النفوذ السوفيتي وإبعاده من المنطقة فبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتي عام 1970 تم استئناف هذه العلاقات في مارس 1974 وخلال سنوات قليلة استطاعت مصر أن تطور علاقات خاصة مع الولاياتالمتحدة ومنذ عام 1978 أصبحت الولاياتالمتحدة بمثابة الشريك الأهم في العلاقات المصرية الإسرائيلية حيث اعلن الرئيس السادات ان 99٪ من اوراق اللعبة في ايدي الأمريكيين كما اعلن موافقته المبدئية علي اقامة قاعدة امريكية في مصر. وكان موقف السادات من منطلق انه كان يدرك مدي تأثير الولاياتالمتحدة علي إسرائيل وبالتالي فإن امريكا هي مفتاح القضية. هذا بخلاف ان الولاياتالمتحدة اصبحت المورد الأهم للأسلحة وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر. ازمة دبلوماسية اخري هي ازمة السفينة السياحية اكيلي لاورو، التي اختطفتها في 7 أكتوبر 1985 مجموعة فلسطينية تابعة لجبهة التحرير الفلسطينية بقيادة "ابو العباس". توسطت مصر في هذه الازمة وتم الاتفاق علي تسليم المجموعة الخاطفة للسلطات المصرية. وبعد يومين من التفاوض وافق المختطفون علي مغادرة السفينة مقابل اطلاق سراح ابو العباس زعيم جبهة التحرير الفلسطينية وبالفعل تم اطلاق سراحه ولكن تم استهدافه من خلال الطائرات الامريكية. وقد مثل الخاطفين امام القضاء الايطالي وصدرت بحقهم أحكام مختلفة بالسجن الفعلي. هناك ايضا ازمة سجن الناشط السياسي سعد الدين ابراهيم وايمن نور المنافس السابق لمبارك في انتخابات الرئاسة الاخيرة، حيث اتسمت العلاقات بين كل من القاهرةوواشنطن بالتوتر الشديد علي خلفية تعرضهما للسجن قبل ان تتدخل واشنطن وتضغط علي القاهرة من اجل اطلاق سراح ابراهيم وهو ما حدث بالفعل. وقد اثرت هاتان الازمتان علي العلاقات بين الرئيس الامريكي الاسبق بوش الابن والرئيس السابق مبارك الذي ظل لسنوات غير مرغوب فيه داخل البيت الابيض.