د. مصطفى علوى - د. هدى زكريا الرئيس.. هو أرفع منصب يتولاه شخص علي مستوي كل دولة.. هو صاحب القرار في دول العالم الثالث ولا غيره يحكم.. ولا غيره يقرر وهو الوحيد الآمر الناهي.. رغم وجود سلطة تشريعية وقضائية. لافتات الشوارع وأسماء المدارس والشوارع والميادين ومحطات مترو الأنفاق كلها كانت تحمل اسم أي رئيس وذلك بحثاً عن الهيبة التي تسقط إذا أراد الشعب إسقاطها، كما حدث في 52 يناير. ومع اقتراب فتح باب الترشيح لانتخابات رئيس الجمهورية، بدأت الحرب الشرسة بين المرشحين من جانب، وبدأنا نشاهد حلقات يومية لمسلسل الاعتداء علي مرشحي الرئاسة من جانب آخر، وكأن كليهما يخطط لإسقاط هيبة أول رئيس لمصر بعد الثورة. »أخبار اليوم« تسأل في هذا التحقيق.. هل هيبة رئيس مصر في خطر، أم أن كل ما يحدث هو انعكاس طبيعي لحالة التنافس الشديد بين المرشحين؟.. التفاصيل في السطور التالية: في البداية تؤكد الدكتورة هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي أن هيبة رئيس الجمهورية لا تأتي من المنصب وحسب ولكنها تأتي من سماته الشخصية.. فرئيس الجمهورية يجب أن يكون صريحاً جاداً صادقاً.. فمن الممكن أن نجد شخصاً ليس ذا مكانة سياسية أو اجتماعية ولكن ذا هيبة ويتصف بتلك الصفات التي تعطيه الهيبة.. فما الفائدة أن يكون الشخص ذا مكانة ويكذب ويسرق ويفعل ما يقلل من مكانته.. فالمكانة تأتي ممن شغل الموقع وليس من الموقع ذاته. وأكدت أن أغنية »وزعيمك خلاكي زعيمة« التي غناها عبدالحليم حافظ في عهد عبدالناصر تدل علي أن هيبة الرئيس أعطت المواطن العادي نفس هيبة الرئيس وانتقلت إليه. وبالنسبة للرئيس الجديد تقول: إنه لو أثبت الرئيس القادم أنه أهلاً للثقة فبالتأكيد ستعود هيبته.. ولكن الفترة الحالية بها فقدان ثقة وبالتأكيد التصرفات الإيجابية من مرشحي الرئاسة من الممكن أن تعيد مكانة الرئيس. ووصف د. عبدالله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية مصر ب»الفريسة« كاملة التجهيز ومن يحكمها يجب أن يكون علي مستوي ذلك، مؤكداً أن الشعب المصري بطبعه يميل إلي تأليه الحاكم وهو ما جعل كل من حول الرئيس المخلوع لا يقومونه أو يجعلونه يشعر بأخطائه وهو ما لا يجب أن يحدث مع الرئيس الجديد فالنقد البناء لا ينقص من هيبة الرئيس بل بالعكس تماماً. وقال د. الأشعل: إن المرحلة التي نعيشها ينقصها قدوة يلتف حولها الناس ولابد من تفعيل القانون والقضاء بالإضافة إلي نشر الوعي عن طريق وسائل الإعلام.. مؤكداً أن مصر تحتاج إلي رئيس عاقل لديه خبرة في مجالات الحياة وتاريخه نظيف، عاقل يفكر في بلده أكثر من مصالحه الشخصية. د. مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال: إن هيبة الرئيس من الممكن أن تسترد.. فرئيس الجمهورية وظيفة لها التزامات لو أداها المكلف بها بالشكل الصحيح فسيسترد الرئيس مكانته في قلوب الناس.. فالهيبة هي احترام للإخلاص في العمل.. أما هيبة القوة فقد انتهي عصرها ولن تعود مرة أخري.. وعلينا أن ندرك أن هيبة الرئيس لا تتنافي مع حبه. وأكد د. علوي أن الرئيس الجديد هو الوحيد القادر علي إعادة هيبته بنفسه فيجب علي كل مرشح للرئاسة أن يحدد لنفسه برنامجاً له أهداف محددة وسياسات قابلة للتنفيذ، ثم يحدد كيفية تحقيق ذلك في السنوات الأربع التي سيرأس فيها البلاد، وعندما يري الناس أن ما قاله يتحقق بالفعل فإنه سيكتسب احترام وحب الناس. بينما أكد د. صالح سالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن انتقاد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وارد، وذلك إما للتوجيه أو تحديد الاتجاهات، ولكن أحياناً ينطوي النقد علي تجاوزات غير مقبولة في الفترة غير المستقرة التي نعيشها الآن.. كما الاعتداءات علي مرشح للرئاسة لا تعني ضياع هيبته، إنما الموضوع ببساطة هو أن حالة الانفلات الأمني تعطي الفرصة إلي حدوث أي اعتداء علي أي شخص مهما كان.