وماذا بعد مذبحة ستاد بورسعيد؟! تلك المذبحة التي راح ضحيتها عشرات من الشباب المصري البرئ دون ذنب اقترفوه الا انهم ذهبوا وكلهم حماس وحيوية لتشجيع فريقهم : الاهلي في مباراة بالدوري الممتاز لكرة القدم. لايختلف اثنان علي حجم المأساة التي عاشتها مصر كلها ولا ابالغ اذا قلت العالم كله الذي اهتز من هول الصدمة واطالب باعلي صوتي بان يكون القصاص باسرع ما يمكن ودون رحمة من الجناة الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة فاندفعوا يذبحون ويمثلون بجثث شباب من جلدتهم ومن ابناء وطنهم ولااتصور حتي اللحظة كيف امتلك هؤلاء البلطجية معدومو الضمير شجاعة ارتكاب هذه الفعلة الشنعاء سواء كان الدافع احقادا كروية ام بسبب تحريضات من الفلول وذيولهم فهي مسألة ستكشفها التحقيقات واطالب هذه المرة بان تكون حاسمة وناجزة ورادعة حتي لا يسود قانون الغاب الذي يأكل القوي فيه الضعيف. المذبحة مازالت تزلزل كياني وكيان كل من لديه ذرة انسانية وخوف من الله .. وهذه المذبحة ماهي الا حلقة من مسلسل "الوحشية والتشفي لغة الحوار" بين اي فريقين متنافسين او متناقشين في اي امر من الامور ولن يوقفها الا العقوبات الرادعة التي تعيد للناس ايمانهم بأن حرية الفرد تنتهي عند حدود حرية الآخر وان قانون الغاب لم ولن يعود لغة للحوار والتعامل بين البشر فقد انتهي عصر آكلي لحوم البشر منذ قرون عديدة ولن يعود. والآن اعود للغرض الاهم من مقالي : وماذا بعد هذه المذبحة اللاانسانية الغريبة عن طباع الانسان المصري السوي .. وهل نستسلم للغرض الاصلي المقصود من نصب هذه المذبحة فنلغي كل يوم نشاطا انسانيا من حياتنا كمصريين .. اليوم نلغي الرياضة وغدا نلغي السياحة بسبب تصرف عدواني شرير ضد السياح العزل الابرياء وبعد غد نلغي كذا او كذا .. هل نغلق مصر لا سمح الله بسبب بعض الخارجين علي القانون في اي مجال. اعتقد اننا يجب ان نتحدي هذا الاتجاه المشبوه لنشر الفوضي في مصر المحروسة ويجب ان نتصدي له لأن الامر يخصنا وحدنا ومصيرنا لن يكون معلقا في ايدي حفنة من المخربين والاشرار وخريجي السجون. ولننتظر حتي تنتهي فترة الحداد وحتي تتضح الحقائق وتتم معاقبة المجرمين مقترفي الجريمة والمذبحة البشعة وبعدها لابد من عودة حتي لايفرح فينا الشامتون والمخربون والمخططون لسيناريو الفوضي . واقول لاولي الامر في هذا البلد : اذبحوا هذه الحفنة من المجرمين قربانا لمصر العظيمة.