دماء فى ستاد بور سعيد/شبان يحملون أحد المصابين فى موقعة بور سعيد جرح جديد في قلب مصر وفشل آخر للسلطة الحاگمة گراهية المصريين للشرطة وصلت لنقطة اللاعودة الأحداث محاولة لتعطيل مسيرة مصر نحو الديمقراطية ما بين التعبير عن الدهشة والاستغراب لما يحدث، والتساؤل عما ستؤول اليه الامور في مصر خلال الفترة المقبلة، أجمعت معظم وسائل الاعلام العربية والاوروبية والامريكية ان احداث بورسعيد الاخيرة هي جرح جديد في قلب مصر، يضاف الي سلسلة جروح المصريين منذ نجاحهم في الاطاحة بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت ان ما شهده ستاد بورسعيد يوم الاربعاء الماضي من أحداث دامية أسفرت عن سقوط 71 قتيلا ومئات الجرحي والمصابين، فضح حالة الفراغ السياسي التي تعيشها مصر بعد الثورة، وكشف فشل السلطات في ادارة المرحلة الانتقالية، وعمق حالة العداء الشديد للمؤسسة الأمنية في البلاد والحاجة الماسة لتطهير هذه المؤسسة من فلول النظام السابق. في البداية، اعتبرت صحيفة "تليجراف" البريطانية اقتحام الآلاف من مشجعي النادي المصري، الفائز باللقاء علي النادي الأهلي للملعب بأنه حدث تم في غياب كامل لقوات الأمن. ودليل جديد علي غياب الأمن في مصر بعد الثورة. وقال الناقد الرياضي بالجريدة هنري وينتر أنه يجب ايقاف جميع المباريات في الملاعب والبدء في تحقيقات متعمقة في هذه الكارثة المأساوية فلا يوجد لعبة تستحق ازهاق حياة اي مواطن. فلا يعقل ان يتسبب التنافس في التدافع والعنف والقاء الحجارة ومطاردة المشجعين مما ادي الي وفاة عدد لا يحصي بسبب الاختناق وكسور في الجمجمة لذلك يجب بدء الحداد واجراء التحقيقات في مصت. وتساءل الكاتب اين كانت الشرطة؟ واين كانت قوات امن الاستاد؟ لابد للفيفا بالبدء في تحقيقات موسعة. ومن وجهة نظر وينتر فهناك شخص ما يحتاج الي الهاء الجميع عما يدور في داخل الحياة السياسية، لذلك يجب معرفة ما حدث بالضبط وضمان منع تكرار ما حدث مرة أخري. واكد علي دور الفيفا وواجبها في تأمين اللعبة علي مستوي العالم وضمان ان جميع المشجعين لهم الحق في حضور المباريات مع حفظ سلامتهم في المكان المناسب ويجب تذكير العالم ان كرة القدم مجرد رياضة، وليست ساحة لتسجيل نقاط سياسية اذا كان هذا هو الهدف من وراء مجزرة بورسعيد. واستعجب الكاتب من ردود افعال الاوساط الامنية الهادئة لدرجة تثير الاعصاب وقال: هل الحياة رخيصة؟ واكد علي اجراء تحقيق من جانب الفيفا ووضع ضمانات في الملاعب المصرية لتذكير الآخرين في جميع انحاء العالم انه يجب حماية ارواح المواطنين في كل مكان. فراغ سياسي صحيفة "جارديان" البريطانية سارت هي الاخري علي نفس الخط وقالت ان كارثة بورسعيد فضحت حالة الفراغ السياسي التي خلفتها الثورة، واعتبرت ما حدث علامة علي مدي تدهور الأوضاع الأمنية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي. من جانبها، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الشغب الذي حدث في المباراة يلفت النظر إلي فشل الحكومة الانتقالية في إعادة حالة النظام والأمن والاستقرار إلي الشوارع المصرية، وهو ما يهدد بإشعال أزمة جديدة يمكنها أن تعيق الانتقال السياسي في مصر. وأضافت أن حوادث الكرة ليست جديدة، لكنها الآن توضح احتمالية تدخل عنصر الهمجية في روابط التشجيع المنظمة مثل الألتراس الذين منحوا التظاهرات المناهضة لنظام مبارك عنصر الحماس والحشد. وتساءلت الصحيفة: هل لاحداث العنف ارتباط بالموقف السياسي الحالي في مصر ؟ تقول "جارديان" علي لسان أحد مشجعي النادي الأهلي: هناك صلة سياسية كبيرة فما حدث اليوم لم يكن فقط يتعلق بمشكلة في مباراة كرة قدم، بل له علاقة بأحداث أخري في البلاد مثل رفع قانون الطوارئ مع استثناء البلطجة، والبيانات الأخيرة من وزير الداخلية محمد إبراهيم عن الحاجة إلي استمرار السلطات الاستثنائية للتعامل مع الحوادث التي لها علاقة بالجريمة. وتحدثت الصحيفة عن انتشار سلسلة مع الحوادث الأخيرة التي تدل علي التراجع الكبير في الأوضاع الأمنية في مصر بما فيها السطو المسلح علي البنوك في منتصف النهار، وهو أمر لم يسمع به من قبل في مصر علي حد قولها، والاستيلاء علي سيارات نقل الأموال المصفحة، بينما يصر مشجع آخر علي أن سبب المشكلة هو هتاف ألتراس الأهلي ضد المجلس العسكري في مباراة سابقة. اتهامات بالتقصير صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية انتقدت من جانبها صمت الأجهزة الأمنية والتنفيذية في محافظة بورسعيد مما أثار انتقادات عدد كبير من السياسيين والبرلمانيين، ونقلت الصحيفة عن برلماني مصري اتهامه المجلس العسكري الحاكم في البلاد بالتقصير التام قائلاً "إن المشجعين دخلوا الملعب مسلحيّن بسكاكين". بدورها ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن الخشية تسود في مصر من انتقام جماهير النادي الأهلي، وخصوصاً رابطة مشجعيه التي تحمل اسم "التراس"، وهي الرابطة التي شاركت بالهجوم علي السفارة الاسرائيلية في القاهرة العام الماضي، بحسب الصحيفة. وتطرقت الصحيفة إلي ما أسمته "العداء التاريخي" بين جماهير الأهلي والمصري، وذكرت أن جماهير بورسعيد هاجمت نظيرتها في الأهلي أكثر من مرة، واعتدت العام الماضي علي حافلة فريق الأهلي، لكنها شددت علي أن الحوادث السابقة لا يمكن أن تقارن بما حدث يوم الأربعاء الماضي. أما صحيفة "كريستيان ساينتس مونيتور" الأمريكية، فكتبت أن حادثة بورسعيد "مأساة" بكل ما تعني الكلمة من معني، وسردت تفاصيل ما جري مؤكدة أن جمهور بورسعيد بادر إلي الشغب بمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية اللقاء. ووصفت ما جري في بورسعيد ب"المذبحة"، وقالت إنها تعتبر الكارثة الأكثر دموية في تاريخ كرة القدم. الكاتبة كرستين شيك بنفس الصحيفة قالت ان علاقة المصريين بالشرطة وصلت الي نقطة اللاعودة بعدما أظهرت لقطات تليفزيونية قوات الأمن وهي في موقف المتفرج بينما مشجعي فريق المصري يقتحمون الملعب لمطاردة لاعبي الأهلي، وهو الامر الذي عمق من كراهية المصريين لجهاز الشرطة لما شعروا بأنه سقطة أمنية كبيري في الإستاد. تهديد للثورة من ناحيتها، تناولت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية المسألة من جهة مختلفة، إذ رأت أن الجماهير الكروية في مصر قد تهدد الثورة المصرية، واعتبرت أن ما حدث في بورسعيد نقطة تحول فاصلة في مصر بعد الإطاحة بمبارك. وقالت إن الأحداث ليست مجرد شغب ملاعب، أو مباراة انتهت بشكل مزرٍ، وإنما سيكون لها تداعيات سياسية واسعة النطاق. أما مجلة "دير شبيجل"، كبري المجلات السياسية في ألمانيا وأوروبا، فقد تصدر صدر صفحتها الالكترونية علي الانترنت عنوان يقول "اعتداء علي الثوار". وقالت المجلة إن ما وقع كان "حمام دم"، وإن الغموض الذي يحيط بتفاصيله يشير إلي وجود خلفية سياسية له. وأشارت إلي أن المجلس العسكري يستفيد مما حدث، إذ إن هذه الفوضي، بعد أسبوع من إلغاء قانون الطوارئ، قد تسمح بإعادة تطبيق ذلك القانون بكل قوة، علماً بأنه يسمح وبكل سهولة باعتقال الأشخاص دون سبب وتقديمهم إلي المحاكم العسكرية، حسب قول المجلة. واتفقت معها مجلة "تايم" الأمريكية في توجيه أصابع الاتهام للمجلس العسكري باعتباره المستفيد الأكبر مما يحدث الآن، واصفة موقف الأمن مما حدث بأنه "سخيف ومزرٍ" علي خلفية موقفهم المعادي لشباب الألتراس. وأضافت أن المجلس العسكري يريد أن يظهر اهمية الاحتياج إليه، وهو المستفيد من انهيار حالة الأمن، خاصة في خلافه مع الولاياتالمتحدة، موضحة أن مصر فشلت في استيفاء شرطين من ثلاثة شروط للحصول علي المعونة الأمريكية لعام 2012 إلا أنه يمكن لوزارة الخارجية أن تأمر بصرف المعونة علي أي حال إذا كان لديها مخاوف تتعلق بالحالة الأمنية في مصر. كما أعربت صحف ألمانية عن صدمتها من أحداث العنف التي وقعت في ستاد بورسعيد. ونقلت صحيفة "دويتشه تسايتونج" عن مانويل جوزيه، مدرب الأهلي قوله في حديث تلفوني مع قناة "إس آي سي" البرتغالية بعد الأحداث مباشرة، إن "الشرطة وحدها تتحمل المسئولية ما وقع"، بينما وصف أوسكار أوليزوندو، مساعد جوزيه، ما وقع بأنه "عار، خصوصاً أنه كان في الملعب ثلاثة آلاف شرطي". أما صحيفة "بيلد" فقد حملت صفحتها الرئيسية عنوان "هل تم التخطيط لمجزرة كرة القدم في بورسعيد؟، وذكرت أن العالم صُدم جراء ما وقع بعد المباراة. وأضافت الصحيفة أن هذه الحادثة هي الأسوأ منذ مقتل 78 شخصاً في جواتيمالا في أكتوبر 1996 بعد مباراة بين جواتيمالا وكوستاريكا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. كارثة عالمية وأهتمت وسائل الاعلام الصينية بالاحداث وصفتها بالكارثة المؤسفة في عالم الرياضة..وقالت و كالة الأنباء الصينية الرسمية إن »رياضة كرة القدم ارتبطت بالسلام منذ بدايتها منذ توقيع معاهدة اطلق عليها اسم »الهدنة المقدسة« في القرن التاسع قبل الميلاد لوقف النزاعات والحروب، وكان الهدف من المباريات الرياضية تخفيف وتيرة أو حتي وقف النزاعات الدموية بين الشعوب عن طريق التنافس النزيه في ميدان الرياضة، وجاء هذا ضمن سعي البشر إلي السلام والمحبة عبر التاريخ. محاولة للتعطيل الصحف العربية هي الاخري ابرزت الحادث وقالت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها ان رياضة كرة القدم تمثل احد عناصر لم الشمل وادخال البهجة للقلوب، لكن ما حدث في مصر لا يمت للرياضة بصلة حيث تحول ملعب ستاد بورسعيد الي ساحة حرب ابعد ما تكون عن الروح الرياضية. وختمت الصحيفة التعليق بالقول ان ما حدث جريمة ومحاولة لتعطيل مصر ووقف مسيرتها نحو الديمقراطية، الامر يتطلب حالة من الوحدة بين المصريين وحالة من الحسم ومواجهة مشعلي الفتنة حتي تعود مصر من جديد واحة للامن والامان. وتناولت الصحف السعودية في افتتاحياتها أمس التعليق علي الأحداث واتفقت علي ان مصر تمر بإمتحان عسير ولكن أهلها وشعبها الابي قادر علي اجتيازه بنجاح الكثير من العقبات والصعاب علي مر التاريخ. واعتبرت صحيفة »المدينة« أن ما حدث في تلك الكارثة يقرع ناقوس الخطر ويستدعي عملا من جميع القوي الوطنية المصرية سواء من مواقع القرار ومن هم خارج تلك المواقع أن ي عملوا معا للجم التدهور وهو ما بات الشارع المصري ينتظره من مجلس الشعب ومن المجلس العسكري ومن الحكومة..كما أبدت وسائل الاعلام الفرنسية اهتماما كبيرا بكارثة استاد بورسعيد .. صحيفة »لاكرو« وصفت هذه الازمة بأنها الاعنف منذ سقوط نظام مبارك وقالت ان أعضاء البرلمان وشباب التحرير يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة وانتقال سريع للسلطة. وقالت جريدة لوموند الفرنسية تحت عنوان »ثلاثة أهداف« مقابل 47 قتيلا وآلاف المصابين حصيلة أولية لمباراة في كرة القدم وأشارت الصحيفة إلي أن مشجعي النادي الأهلي هم جزء من ثوار التحرير.