كان يا مكان، زمان في هواية اسمها هواية جمع طوابع البريد، وكنت واحدة من عشاقها أضع الطوابع في البوم ملون أنيق ونتسابق نحن الهواة في جمع الغريب والطريف منها، كنا نكتب تحت كل طابع تاريخ الإصدار والبلد والمناسبة التي صدر الطابع من أجلها، وكانت هناك طوابع تزينها صور زعماء وقادة وأدباء ومفكرين وأماكن سياحية نادرة ورغم أن هذه الهواية قد اختفت واندثرت في هذه الأيام نظرا لتطور وسائل الاتصالات الالكترونية والبلاك بري العجيب الذي يمكنك أن تتبادل من خلاله الحوار مع من تريد في أي وقت وفي أي مكان مهما بعدت المسافات جعل هوايتي المفضلة في خبر كان!! إلا أنها كانت هواية تثقيفية تؤدي إلي اهتمام أصحابها بالتطورات التاريخية للبلد الذي يجمعون طوابعها، فمثلا أول طابع بريد صدر في بريطانيا كان عام 1840 ويحمل صورة الملكة فكتوريا باللون الأسود الغامق ومع ذلك وجد كثير من عشاق الطوابع في شرائه والاحتفاظ به ذكري تاريخية لبلادهم، ومع مرور الزمن انتشرت هذه الهواية بصورة كبيرة وبدأ تجار الطوابع بإصدار الكتيبات والألبومات ونالت الهواية انتشارا شعبيا اخذ في الاختفاء يوما بعد يوم مع اختفاء الرسائل الورقية التي كانت تحمل أهم الأخبار والمشاعر والعواطف الإنسانية، عندما كان الناس ينتظرون أياما وشهورا في انتظار وصول كلمة مكتوبة داخل مظروف مغلق ملصق في أعلاه طابع أنيق نتسابق في نزعه برفق حتي لا تتمزق أطرافه ونضعه بحنو بين دفتي ألبوماتنا الخاصة، أيام دافئة كانت تحمل ذكريات مغلفه بالأحلام، أفسدتها وسائل الاتصالات السريعة، ولكن مهما وصلت التكنولوجيا من تقدم في حياة الشعوب يظل طابع البريد في حد ذاته يحمل الذكري وصور الشخصيات العالمية لكل المناسبات التاريخية، فهناك الطابع العادي الذي تصدره هيئة البريد بشكل دوري وهناك الطابع الخاص الذي يحمل حدثا تاريخيا مميزا علي مستوي الشخصيات العامة والأحداث التاريخية التي تعيشها مصر والعالم.. فهل استعدت هيئة البريد المصرية لإصدار طابع بريد يليق بالذكري الأولي لثورة 25 يناير.