ارتفع ضغط الدم عندي فجأة، وكدت أنفجر من الغيظ وأشفقت علي الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء عندما بدأ يتحدث عن الوضع الاقتصادي في مصر الذي يعلم جميعنا حجم المأساة التي نعيشها الآن بعد أن تقلص عائد السياحة إلي أدني مستوياته وتناقص حجم مانصدره بسبب قلة الإنتاج وتوقف مئات المصانع عن العمل والتصدير، واستمرار تراجع الاحتياطي النقدي إلي حوالي 18 مليار دولار حاليا بعد أن كان 32 مليار دولار وبذلك بدأنا نقترب من حد الخطر إذا وصل هذا الاحتياطي إلي 12 مليار دولار وهو مايكفي استيراد احتياجات من الخارج لمدة ثلاثة أشهر فقط وقتها سنجد كل المؤسسات المالية الدولية تصدر نشرة حمراء تحذر فيها جميع الدول من عدم اقراض مصر أية أموال إلا إذا كانت بشروط صعبة هذا الخطر قد نصل إليه قريبا لأن هذا الاحتياطي النقدي بمثابة حصالة يدخل فيها مايأتي لنا من موارد ويخرج منها قيمة مانحتاج شراءه، فإذا كان الداخل إلي هذه الحصالة أقل من المنصرف منها سنصل بسرعة إلي حد الخطر الذي قد يجعلنا لانجد رغيف الخبز بسهولة خلال الشهور القليلة القادمة خاصة اننا نستورد حاليا معظم احتياجاتنا الغذائية من الخارج وأصبحنا أكبر دولة في العالم في استيراد القمح شعرت بهذا الخطر والحزن وأنا أستمع إلي د.الجنزوري وهو يكشف أن مصر قد دعت العديد من الدول العربية والغربية للوقوف بجانبها في مواجهة أزمتها الاقتصادية وأننا طلبنا منهم المشاركة وليس المساندة ومع أننا حصلنا علي وعد بالمساعدات لكن هذه المشاركات لم تصلنا حتي الآن لذلك قررنا أن نعتمد علي مواردنا الذاتية وبدأنا نعيد النظر فيما بين أيدينا وقررنا تخفيض الأنفاق إلي23 مليار جنيه دون ان نؤثر علي احتياجات المواطن لقد شعرت بالخوف علي مصر خاصة بعد نجاح ثورة 25 يناير العظيمة بل أري أنها الأعظم في تاريخ البشرية لأنها كانت بلا قائد وأزاحت بنظام لم يكن أحد منا يحلم بذلك خاصة بعد أن أصبح معظم رموز هذا النظام في السجن لكن للأسف لم ننجح في الحفاظ علي هذه الثورة حتي يتم انتخاب رئيس للبلاد ويكون هناك دستور جديد لتصل مصر بعده إلي بر الأمان في أول يوليو المقبل ومازلنا مستمرين في الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرق والتهديد بأن نحول أول عيد للاحتفال بالثورة يوم 25 يناير إلي صدام دموي بين الشعب والقوات المسلحة كما تروج له الآن بعض وسائل الإعلام الخاصة والفضائيات المأجورة لنشر الرعب بين المواطنين في مصر وكأن هذه القوات المسلحة جاءت لنا من دولة معادية وليست هي التي حمت هذه الثورة ولولاها ما كانت قد نجحت. ياسادة إحموا مصر من أبناء مصر خلال الشهور القليلة القادمة قبل أن نمد أيدينا إلي الغير وقبل أن تضيع الثورة بأيدي أبنائها وتفرغوا للعمل والإنتاج وبناء الدولة.