سأؤجل الحديث عن »ستديو كان« ذلك البرنامج الذي أنشئ خصيصاً علي الفضائية »نايل سينما« لتغطية مهرجان »كان« السينمائي الدولي أكبر مهرجانات السينما في العالم حتي تكون التجربة قد اكتملت ويمكن تقييمها.. ودعوني أتذكر أول بداية لطرق التليفزيون المصري باب هذا المهرجان العالمي المدهش وكنت قد بدأت مع الإعلامية سلمي الشماع والمخرج علي الجندي في تقديم برنامج »زووم« عام 77 من القرن الماضي والذي استمر 03 عاماً وصنع نجومية سلمي الشماع التي انتقلت منه مباشرة لتكون أول رئيس لقناة »المنوعات« الفضائية! طبعاً لا مقارنة بين حال التليفزيون الذي كان يضم قناتين فقط في ذلك الوقت وحال اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي يضم الآن هذا العدد الكبير من القنوات الأرضية والفضائية.. بل ولم يكن هناك تعامل مع الكمبيوتر والإيميل ولا الفاكس أيضاً!.. ومع ذلك عندما قلت لسلمي إن موسي صبري رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم وقتها قد وافق علي سفري إلي »كان« لتغطية المهرجان صحفياً حتي قالت: واحنا لأ ليه؟ قلت: إنتو مين؟ أجابت: إحنا التليفزيون.. هو الزووم ده مش مسئوليتك؟! قلت: معاكي حق لازم نحاول. الغريب فعلاً ان »عبدالرحيم سرور« رئيس التليفزيون وقتها، لم يكن أقل حماساً من سلمي بل أكثر إذ وافق علي سفر البرنامج كاملاً.. أي المذيعة والمخرج ومدير التصوير ومهندس الصوت مؤكداً »حتي لا يعوقكم شيء« وحملنا رسالة منه إلي مسئول الصحافة باعتبار التليفزيون صحافة مرئية« يرجوه فيها تسهيل مأموريتنا. وهكذا أصبح التليفزيون المصري صاحب أول برنامج يعبر البحر المتوسط ليغطي مهرجان كان.. النجوم والأفلام والحفلات.. وكان تقديري لسلمي الشماع أنها متمكنة تماماً من اللغتين الانجليزية والفرنسية وهو أهم ما ميزها في حوارها مع النجوم والنجمات وعلي رأسهم صوفيا لورين وچين فوندا وجيرالدين شابلن »ابنة العبقري شارلي شابلن« والتي شاركت عمر الشريف بطولة فيلم »دكتور چيفاجو« في ذلك الوقت. طبعاً نجاح »الزووم« بعمل عدة حلقات عن مهرجان »كان« أدي إلي سفرنا في العام التالي.. إلا أن تغير رؤساء التليفزيون حال دون الاستمرار.. إلي أن جئت لسلمي أقول: إن عبور التليفزيون للبحر المتوسط أصبح مسألة قديمة.. إيه رأيك نعبر بالبرنامج المحيط؟! وفعلاً سافر »الزووم« إلي الفلبين أيام »ماركوس« وقمنا بتغطية مهرجان »مانيلا« السينمائي الدولي مرتين!!