إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا . الحيرة تكاد تقتلني كل يوم لا أعرف، هل كان هذا حباً أم تسلية؟ ربما عقلي الصغير لم يفهم بعد طبيعة ما بيننا، فهل أنا أطلب المستحيل.. أكتب إليك لعلي أجد الجواب الكافي.. هذه هي قصتي: أنا شاب في الثامنة عشرة من عمري أدرس في المرحلة الجامعية بإحدي الكليات المرموقة. في عالم الحب لا أمتلك خبرة حياتية تذكر. فأنا كل ما يشغلني هو التركيز في دراستي والحصول علي شهادة تؤهلني للعمل في وظيفة محترمة. تعلمين سيدتي أن القلوب عمياء في الحب وأن سهم الحب يهلك حين يصيب. في أحد الأيام قال لي صديقي في الجامعة، إنه سوف يخرج مع خطيبته، ويريدني أن أخرج معهما لأنها سوف تأتي بصديقتها هي الأخري، رفضت في البداية لكن إلحاحه الشديد جعلني أغير رأيي، بالفعل خرجت معهما، وعندما رأيت صديقة خطيبته خطفتني عيناها بجاذبية أخاذة وكما يسمونه الحب من أول نظرة، نظرات رقيقة تعبر عن رومانسية وأنوثة في الوقت ذاته، وبعد برهة من النظرات الثاقبة الصامتة عرفت اسمها. تبادلنا الحديث معاً وقضينا وقتاً جميلاً تحده الرومانسية، وقبل أن نفترق طلبت منها البريد الالكتروني ورقم الهاتف، لم تمانع بل رحبت ووافقت بكل سرور.. في البداية بدأنا نتحدث لفترات قصيرة جداً ثم تطورت إلي ساعات، وفجأة بدون أي مقدمات وجدت نفسي أصرح لها بحبي وإعجابي الشديد بها، في البداية تقبلت كلامي ولم تغلق الباب أمامي لكنها قالت: إن كل شيء يجب أن يسير في مساره الطبيعي، إننا مازلنا لم نعرف بعضنا جيداً، وأن هناك شاباً من عائلتها قد طلب يدها من أهلها، لكنها بادرت بالرفض. فكرت في أن أدخل البيت من بابه وأن أتقدم إليها وأخطبها، حتي لا تضيع مني، وعندما طلبت من أهلي الزواج منها رفضوا بشدة، وقالوا لي في البداية يجب أن تتخرج وتعمل حتي تستطيع أن تعتمد علي نفسك، ثم بعد ذلك تفكر في الارتباط. سيدتي.. أنا أتعذب ليل نهار بين واقع مؤلم ومستقبل غامض مجهول، أخاف أن تضيع مني حبيبتي. فأنا لا أستطيع العيش بدونها. فهل تسرعت في طلب الارتباط؟ وهل أهلي علي صواب؟ أم إنهم يريدون أن يقتلوا حلمي؟. أرجوك ألا تهملي رسالتي وقولي لي ماذا أفعل؟ المعذب »س. أ« الكاتبة: أنت تبالغ في تضخيم المشكلة، وهذا ليس غريباً في المرحلة التي تمر بها. فأنت صديقي تعيش فترة المراهقة بكل أعراضها، وملامحها، ومتاعبها. وهذا ليس مقصوراً عليك، بل علي كل الشباب الصغير في مثل سنك. أنت تحب، فتري الكون كله في الحبيبة، وتتصور أن افتراقكما هو نهاية العالم. ولا تستطيع أن تفكر بشكل منطقي أو عقلاني، لأن انفعالاتك دائماً في أقصاها. العقل يقول إنك طالب لاتزال وعمرك 81 عاماً، وأمامك مشوار في الدراسة حتي تكملها، ثم مشوار آخر حتي تنهي تجنيدك، وتبحث عن عمل، وتثبت ذاتك من خلاله. وهنا فقط يمكنك أن ترتبط رسمياً بفتاة، وأن تتقدم لخطبتها والزواج بها. فالزواج مسئولية وقرار مصيري لابد أن يقدم عليه الشاب وهو مستعد له. وإلا فنحن نتحدث عن رحلة قصيرة أو نزهة عابرة وليس عن زواج وشركة وارتباط مصيري. لذلك فمن الطبيعي أن يرفض أهلك الإقدام علي هذه الخطوة، لسبب بسيط وهو أنك لست جاهزاً بعد للزواج. تحتاج إلي وقت وجهد وإثبات لذاتك، ونضج يتطلبه الموقف. أنصحك صديقي بالاندماج في نشاط رياضي، والتركيز في دراستك فهي الجسر الحقيقي بينك وبين أحلامك. ابذل جهداً ووقتاً في الحصول علي أعلي الدرجات، واكمل سنوات دراستك بتفوق وسرعة، وهنا سوف تقترب من تحقيق الحلم وتنال ما تريد، وتتزوج بمن تحب. العقل صديقي هو الفرامل التي يجب أن ترافق القلب حتي لا يندفع، ويهوي بالإنسان إلي منحني خطر. حاول أن تفكر بعقلك مع قلبك، وتأكد أن اللحظة المناسبة للارتباط سوف تأتي.. لكن المهم الآن هو أن تبني نفسك، وتستعيد ثقتك بذاتك وتلتمس الصبر من الله بالصلاة والدعاء وأن تمارس الرياضة فهي متنفس رائع يساعد علي التوازن النفسي، وتزيد من قدرة الإنسان علي التحمل. فكر.. وفلسف الأمر.. لن تجده صعباً!