إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا هل للحب وطن؟ وهل ذنبي أنني اخترت شريكة حياتي من خارج بلادي؟ وهل ذنبها أنها ليست مصرية؟ دعيني لا أطيل عليك - سيدتي - فهذه هي قصتي: أنا شاب في الثامنة والعشرين من عمري، تخرجت في إحدي الكليات منذ سنوات، وعملت بمكان يتطلب مني السفر دائماً خارج مصر. وكأي شاب في مثل سني بحثت عن نصفي الآخر، من خلال علاقاتي المتعددة في بلاد كثيرة، رأيت هناك التحرر من قيود الزواج، طبعاً لم يعجبني ذلك لأنني مسلم ومتمسك بديني، ولأنني تربيت علي أخلاق القرية التي تحول دون أن أخالف القواعد الطبيعية في الارتباط. أما ما أعجبني فعلاً فهو أنني رأيت فتيات يحملن عقليات خرافية، عقليات تفكر وتعمل وتتحمل مسئولية، عقليات لا تعرف الخجل طالما كانت تتحدث في الحق، هذا ما كان يلفت نظري بالفتيات الأجنبيات. منذ فترة كنت في مؤتمر بإحدي الدول الأوروبية، وهناك تعرفت علي فتاة أمريكية بارعة الجمال، ليس جمال الشكل فقط وإنما أيضاً جمال الخلق والروح والعقل والقلب. رأيت بها الذكاء والطيبة والبساطة والاحتشام والتفاني في العمل، ولحسن حظي - أو لسوئه - فقد كانت تنوي الإقامة في مصر بعد عدة أشهر. تعرفت عليها ووطدت علاقتي بها خلال المؤتمر، ثم تبادلنا أرقام الهواتف والبريد الاليكتروني، وتعاهدنا علي أن نكون أصدقاء عندما تأتي للمعيشة في مصر. لكن الأمر اختلف عندما جاءت إلي مصر، إذ انقلبت الصداقة إلي حب، حب بين قلبين مليئين بالحيوية، وعقلين مليئين بالعمل، واتفقنا علي الزواج. إلا أن اتفاقنا لم يكتمل، لأنه ارتطم برفض بات من والدي الذي مازال يحمل طباع القرية ويعتبر الخروج عليها عيباً، بل عاراً. حاولت إقناعه بشتي الطرق أن الحب لا يعرف الجنسيات، وأنني سأتزوجها علي سنة الله ورسوله، فما ذنبها أنها أمريكية؟ لكنه »أغلق تفكيره« أمامي، وقال لي ما معناه: »إذا تزوجتها لن تكون ابني«. سيدتي.. أظن أن مشكلتي الآن باتت واضحة أمامك، لا تنتظر سوي الحل من هذه الصفحة الرائعة. المغلوب علي أمره »ط« الكاتبة: - لا شك أن مشكلتك صعبة، وتحتاج إلي ترو وتفكير وتأمل لأبعادها. ما تحتاج إلي التفكير فيه هو قدرتك علي الإقناع بما تؤمن به. أي يجب أولاً أن تكون مقتنعاً تماماً بالزواج بهذه الفتاة الأمريكية، وأن تكون واعياً بمشاكل الزواج بأجنبية خاصة إذا كانت تنتمي إلي ثقافة مختلفة تماماً عن ثقافتنا الشرقية وعاداتنا وتقاليدنا، وأحياناً ديانتنا. مشاكل وتبعات الزواج بأجنبية خاصة غربية صعبة ومعقدة، منها علي سبيل المثال مدي تأقلم الزوجة الأجنبية علي الحياة في مصر حيث تكون بعيدة عن وطنها، وفي حالة رغبتها في العودة إلي الحياة في بلدها ماذا سيكون الوضع، خاصة إذا أنتج هذا الارتباط والزواج أولاداً؟ ماذا لو حدث خلاف أو انفصال، ماذا لو أصرت الزوجة الأجنبية علي اصطحاب أولادها من الزوج المصري كما نري حولنا كل يوم من مشاكل مشابهة نتيجة لهذا النوع من الزيجات المختلطة؟ إنها مشكلة أو مشاكل يجب أن تكون متوقعاً لاحتمال وقوعها، ومن ثم أن تفكر هل ستكون قادراً علي مواجهتها. التعميم ليس سليماً. فهناك زيجات بأجنبيات تنجح لكنها قليلة، وتتطلب قدراً هائلاً من التفاهم والحب والالتقاء في الكثير من الأمور الفكرية والروحية والنفسية والجسدية. لذلك فالموضوع يحتاج إلي تفكير وقناعة كاملة بأنك وتلك الفتاة تلتقيان في كل شيء، أو في الأمور الرئيسية، وأن تناقشا معاً كل المشاكل التي من الممكن أن تعترض طريقكما. وإذا وصلت إلي قناعة كاملة أو شبه كاملة بالزواج بها، حاول أن تجد صديقاً قريباً من والدك، أو عما من أعمامك يكون قريباً منه، واستعن به حتي يساندك في عملية الإقناع. فرضاء الوالدين من رضا الرب. حاول ولا تيأس، بالإرادة الصادقة من المحتم أن تصل إلي الهدف. وإذا أردت شيئاً بكامل وجدانك، وبكل الصدق والإخلاص لما تريد، فسوف يتآمر الكون كله لتحقيقه، هكذا قال الأديب العالمي باولو كويلهو. إذن عليك أولاً بالتفكير العميق بينك وبين نفسك إلي أن تصل إلي الاقتناع الكامل بهذه الخطوة، ثم ابحث عن طريق لإقناع والدك بعد ذلك. فالإرادة تخلق الوسيلة، والإصرار يوصل إلي الهدف إذا كان صادقاً وحقيقياً. لكن لا تتسرع كما قلت لك في البداية فلهذه الزيجات المختلطة مشاكلها وتبعاتها. واجه نفسك أولاً بكل ذلك بشجاعة، وناقش حبيبتك في كل ما يقلقك ، وبعدها ستجد الطريق لإقناع والدك. أنت أولاً يجب أن تكون مقتنعاً ومن هنا ستقطع الخطوة الأولي والأساسية في طريق الألف ميل الذي ينتظرك.!