متي نحكم عقولنا ولا نرد بالرصاص علي الذين يخالفوننا في الرأي، ولا نتبادل إلقاء الطوب والحجارة مع الذين يقولون غير ما نقول؟ متي نتناقش بغير إساءة، ونتحاور دون أن نتهم من نحاورهم بالخيانة أو الغباء؟ لاحظت علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك« أنه لا يوجد أي تواصل أو تفاهم أو تبادل أفكار بين المشاركين. الكل متعصب لرأيه ورافض لفكر غيره. الكلمات والعبارات تبدأ هادئة ثم تتحول إلي طلقات ثم قذائف، وفي النهاية لا أحد يقتنع برأي غيره أو حتي يفكر في وجهة نظره، ونتيجة التواصل تصبح صفراً كبيراً! مازلنا نجهل أساليب الحوار. نعتقد أن الرصاص أقوي من الكلمات والحجج والبراهين. متي نتحكم في أعصابنا ونحكم عقولنا ولا نتصرف كالأطفال، لو اختلفنا؟ التدريب علي قبول الآخر أصبح ضرورة. يجب أن نبدأ بغرس ثقافة الحوار الديمقراطي في صغارنا. يجب أن نعلمهم أن الديمقراطية لا تعرف إلا الحجج والأدلة.. وأن السباب والصراخ أسلوب ينتهجه الجهلاء قليلو الحيلة. في التاريخ يوجد »قابيل« واحد..م ولكن في بلدنا آلاف قابيل يحاولون أن يقتلوا إخوانهم. كل من يختلف معهم يتهمونه بالخيانة. وكل من يعارضهم يصبح عميلاً أو أجيراً. كل من يدعو لحرية الرأي فوضوي. ومن يدعو لإرجاء الخلافات لمصلحة البلاد، فاشستي، يحاول خنق حرية الرأي. لا يخطر علي بالهم أن للحقيقة وجهين.. وأن الرأي الصحيح هو نتاج احتكاك آراء مختلفة، وليس نتاج خنق كل الآراء المعارضة. متي نكبر وننضج وننسي هذا الصغار؟