كغيري من ملايين المصريين.. لم اعد اشعر بلذة كثير من الاشياء التي كنت اشعر بها من قبل ومن بينها بالطبع لعبة كرة القدم التي "يموت فيها" الجميع.. السبب الاول لفقدان هذه اللذة بالطبع ما نمر به جميعا في هذا الوطن من تداعيات خطيرة طوال ما يقرب من العام بعد اعظم الثورات التي شهدها التاريخ الانساني.. بسبب المحاولات التي لاتتوقف من جانب بعض الاشخاص ممن كانوا لا يجرأون علي الخروج للشارع اصلا ولكنهم يعيثون فسادا هذه الايام في كل شارع وحارة في مصر مستغلين حالة الفوضي والانفلات الامني غير المسبوق التي يعاني منها مجتمعنا الذي لم يتعود علي هذا الانفلات لدرجة اننا كنا محسودين في العالم كله علي الامن والامان واعترف باننا لم نعرف قيمة الكلمتين الا في الايام والشهور الماضية بعد ان عز الامن وقل الامان.. اما السبب الثاني فهو رياضي ويرتبط ايضا بهذه الحالة العامة التي تخيم علي كل ربوع الوطن المشتاق للامن والامان وهو اقامة "ما تيسر" من مباريات الدوري الكروي كلما سنحت الظروف وهو ما يعد في عرف كرة القدم شيئا مفسدا لأية لذة في متابعة كرة القدم.. ورغم هذا الظرف الاستثنائي جدا الذي يعيشه مجتمعنا فاننا نحن المشتغلون بكرة القدم والرياضة نجد انفسنا مضطرين للمتابعة علي طريقة الكلمات المتقاطعة ونحن نمني انفسنا بان تكون المرة القادمة التي تستأنف فيها مسابقة الدوري هي المرة "الصح" وان الامور ستنتظم.. ولكني كثيرا ما اشعر بان الدوري لن يكتمل.. وان القرار ربما يكون اليوم وربما غدا ومن الجائز ان يكون بعد الغد . واؤكد ان الغاء الدوري في الوقت الذي تقتضيه الظروف والاوضاع هو القرار الذي لااتمني سماعه او قراءته ليس بسبب الكرة نفسها ولكن لان هذا الالغاء سيكون مجرد عرض لمرض وسوف يستتبعه قرارات اخري وانتكاسات اخري علي مستوي السياحة والاقتصاد وغيرها من مجالات الحياة فالرياضة وكرة القدم لم تعود مجرد " ثني ومد " كما يحلو للبعض ان ينظر اليها ولكنها اصبحت صورة للبلد.. اي بلد في العالم.. وربنا يستر ويخلف ظنوني ومخاوفي التي لاتتركني الا قليلا!!