ما الذي يمكن أن يقال في هذه الأيام ومصر تعيش في أصعب مراحل عمرها، أصبحت الكلمات ثقيلة علي السطور التي لم يكتبها التاريخ بعد، لكن الواقع المرير حفرها داخل نفوس الشعب المصري، أين مصر بين ما يحدث في شوارعها وحرق معاقل الفكر والثقافة في مبني المجمع العلمي وتشويه صورة الثورة النقية التي أذهلت العالم، ثم أصابته بحالة تناقض بما يحدث فيها حاليا من صور سحل أجساد النساء عارية في الشوارع علي صفحات جرائدها الأولي، ماذا نقول عن مشهد استشهاد رجل الدين علي أيد مصرية، وليست إسرائيلية، من هم أصحاب المصالح في حرق الكتب والخرائط والتاريخ؟!!. في حرب العراق الأمريكان هم من أحرقوا شارع المتنبي بكل ما فيه من مكتبات تحتوي علي أمهات الكتب في محاولة فاشلة لتدمير التاريخ العربي، وحزن العالم المثقف علي ما حدث للثقافة العراقية وهي من أعرق الثقافات في المنطقة العربية، لكن ما حدث في مصر شيء مختلف لم تمتد يد أجنبية لحرق الكتب وتمزيق ملابس النساء في الشوارع، من تلك اليد الآثمة التي لوثت ثورتنا بتلك الأفعال التي ترفضها كل الأديان السماوية، لماذا تنسب كل الأفعال الشنيعة إلي الأيادي الخفية؟ ألا يوجد من يستطيع قطع هذه الأيادي؟!! أين عقلاء وحكماء البلد؟! هل أكتفوا بالجلوس علي مقاعد المتفرجين يشاهدون أفلام العنف التي تحدث في شوارع مصر وكأنها تحدث في دولة أخري !!، ما أثار حزني أنني ساقتني ظروفي لدخول أحد أكبر المراكز التجارية في مصر، ورأيت الناس يضحكون ويتناولون غذاءهم في أفخر المطاعم ويرتدون أفخر الثياب ويقومون بالشراء من محلات الماركات العالمية ولم أر أي منتج مصري يضاهي أو ما يشبه المنتج المستورد، وتعجبت من أمر بلادي ناس هايصة وناس بتموت في ميدان التحرير وشارع قصر العيني وحرائق مشتعلة هنا وهناك، وتاريخ يفقد،وناس تبكي علي أولادها وناس أخري تتشدق بالكلمات في برامج التوك شو، وابحث عن صورة مصر في مخيلتي، ويملأني الخوف، ناس بتموت وناس تعيش الحياة وكأنهم في بلد آخر، ونشرات الأخبار تذيع نتائج الانتخابات، وشريط الأخبار علي شاشات التليفزيون في كل المحطات المصرية والفضائية يرصد عدد الشهداء والمصابين، والبيانات العسكرية التي تنفي عن نفسها أيا من هذه الأحداث هل أحد منكم يستطيع تفسير ما يحدث في مصر الآن؟