كلما سافرت في رحلة خارج البلاد .. تأكدت ان ازمتنا كمصريين فيما يطلق عليه "برامج التوك شو" مع كل الاحترام لمقدميها ومعديها الذين يجمعون للناس في كل ليلة الكثير من المشاكل والازمات الكفيلة برفع ضغط الدم عند المواطن المصري المطحون الي اقصي معدلاتها بحيث انه بمجرد نزوله للشارع في اليوم التالي يصبح كتلة ملتهبة من المشاعر ويكون غير قادر علي ان يواجه متاعب الحياة الحقيقية التي اهلته برامج التوك شو التي شاهدها في الليلة السابقة وقبل ساعات قليلة من خروجه لمواجهة الحياة ومشاكلها وازماتها. ولعله من المفيد هنا ان اقول ان القليل من هذه البرامج او من الجرعة المقدمة فيها لايضر ولكن الكثير منها "يقتل" الانسان وطموحاته وآماله وامنياته ويجعله يبدأ في مواجهة الحياة بنصف قلب وربع روح معنوية وقليل يسير من العزيمة.لايختلف في ذلك برامج التوك شو الرياضية التي تبحث وتدرس اهم المشاكل الرياضية او العامة التي تناقش هموم المواطن المصري في شتي المجالات الحياتية.وقد وجدت انني لست وحدي الذي يعتنق هذا الرأي اثناء وجودي في العاصمة القطرية الدوحة التي تمتلئ بالمصريين الناجحين في اعمالهم والغاضبين جدا مما يحدث في مصر هذه الايام من تشكيك في كل شئ وتفنيد كل خطوة بالرأي والتحليل دون ان يشغل المحللون انفسهم بضرورة الخروج من دائرة الفلسفة السفسطائية الي حيز الواقع والعمل من اجل تطويره وصناعة مستقبل افضل. في الدوحة ايضا .. بدأ المتابعون لفعاليات دورة الالعاب العربية يسمعون الكثير من الطموحات والآمال في تنظيم دورة العاب اوليمبية في قطر بعد النجاح التنظيمي الذي شهد به الجميع للاخوة في قطر للدورة. وقد يتساءل البعض: وهل يمكن لذلك ان يتحقق . والاجابة ببساطة : لم يعد مستغربا ان يطمحوا هنا الي ذلك بعد ان فاجأوا الجميع بنجاح كبير في الفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم التي كانت اشبه بحلم بعيد المنال ومجرد فكرة كان البعض ينظر اليها باعتبارها تخاريف صيام.وبعد ان اصبحت الافكار الجديدة يوما بعد يوم تلفت الانظار الي تلك الدولة الصغيرة مساحة والواقعة في احضان الخليج العربي وآخرها لقاء مصر والبرازيل الدولي الودي ولقاء الاهلي وبايرن ميونيخ في يناير القادم والعديد من الفعاليات في لعبات اخري مثل التنس والاسكواش والدراجات النارية وغيرها مما يجعل انظار العالم دائما متوجهة نحو هذه البقعة من العالم. فكرة الحت علي خاطري: الي متي سيظل شغلنا الشاغل وطموحنا الاكبر ان يكتمل الدوري الكروي بدون مشاكل؟ وهل يعقل ان يقف طموحنا وطموح اتحادنا عند هذا الامل "المتخلف" القاصر؟!