بعد غياب 9 سنوات بالتمام والكمال عاد الفنان الكبير محمود عبدالعزيز لشاشة التليفزيون بطلا لحلقات المسلسل الكوميدي الاجتماعي »باب الخلق« تأليف د. محمد سليمان واخراج عادل أديب في أول تجاربة مع الفيديو حيث يبدأ التصوير منتصف الشهر المقبل في مدينة الانتاج الاعلامي ثم ينتقل الي حارة ستوديو نحاس قبل أن يتجه الي رومانيا وسلوفينيا وتركيا وانجلترا لتصوير بعض الاحداث المهمة هناك.وحلقات »باب الخلق« أول انتاج درامي لمجموعة فنون مصر التي كونها محمد محمود عبدالعزيز وريمون مقار لتقديم المسلسلات التليفزيونية والأعمال السينمائية والعروض المسرحية.وقد شهدت في الأسبوع الماضي مظاهرة حب تستقبل النجم القدير محمود عبدالعزيز مع فريق الفنانين الذين يشاركونه بطولة حلقات »باب الخلق« وكانت تلك هي المرة الاولي التي يخرج فيها نجوم العمل الجديد لمواجهة عدسات المصورين بعد عدة شهور أمضوها داخل معسكر مغلق في مدينة السادس من أكتوبر للاستقرار بشكل نهائي علي شكل الحلقات التي استغرقت كتابتها عامين وفي البداية سألت محمود عبدالعزيز: ماهي الأسباب التي دعتك للعودة الي شاشة التليفزيون مع حلقات »باب الخلق« بعد كل هذه السنوات من الغياب؟ منذ حلقات »محمود المصري« ابتعدت عن التليفزيون رغم ما تلقيته من سيناريوهات كثيرة حيث اعتذرت عنها جميعا لعدم اقتناعي بأن هذه الاعمال سوف تقدمني في شكل جديد يضيف الي رصيدي الفني عند الناس مثلما أفعل في أفلامي السينمائية ومسلسلاتي التليفزيونية عندما التقط الشخصية التي اتوحد معها واقدمها في اطار درامي يحمل هدفا محددا وواضحا يعبر عن رؤيتي للقضية التي اتبناها. ويلتقط محمود عبدالعزيز سيناريو حلقات »باب الخلق« وهو يواصل حديثه قائلا: منذ عامين أعجبتني فكرة ترسم صورة مواطن بسيط يعيش في منطقة شعبية محفوظ زلطة يعمل مدرس لغة عربية ودين وهو يمارس عمله في اطار اجتماعي يتفاعل فيه مع قضايا ومشاكل بلده فهو نموذج لابن البلد خفيف الظل ويسعي الي تحقيق أحلام وطموحات كثيرة ظلت تراوده منذ صغره ولكن فجأة تضطره ظروف الحياة الي مغادرة أرض وطنه للعمل في إحدي الدول وهناك تنقلب حياته رأسا علي عقب ويعود بعد عدة سنوات الي ارض مصر ليبدأ رحلة جديدة مع أهله وناسه في منطقة »باب الخلق« حيث تغوص الاحداث داخل الواقع المصري في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية علي مدار السنوات الثلاثين الماضية. ويطلق محمود عبدالعزيز ضحكته الشهيرة وهو يردد: ولن اكشف تفاصيل أخري عن العمل أو عن شخصية »محفوظ زلطة« حتي لا أحرق مفاجآت الاحداث الدرامية التي كتبها ببراعة تامة السيناريست محمد سليمان ولعلني لا أذيع سرا اذ أقول انني أرهقته معي حيث قام بكتابة العمل اكثر من 9 مرات حتي جاء الفرج وخرج الي النور متفقا مع رؤيتي ورؤية المخرج عادل أديب فقد كنا نعيش داخل معسكر مغلق لنقدم عملا له لون وطعم مختلف من كل ما قدمته من قبل. قلت له: بماذا تفسر علامات القلق التي تبدو عليها أمامي الآن؟ نعم أشعر بقلق وبخوف ورعب مع كل عمل جديد أقدمه وكأنني لم أمثل من قبل واظهر لأول مرة في مواجهة الناس لأنني أشعر بالمسئولية ولا أتواجد لمجرد إثبات الحضور في المشهد الفني ولكنني كفنان أحمل رسالة وأؤمن بالدور الذي يلعبه الفن في بناء الانسان والمجتمع فالممثل مثل المفكر تماما يعكس ضمير أمته ويعبر علي هموم وطنه ويساهم في ارساء كل دعائم الاستقرار وبناء المستقبل. نجوم باب الخلق وكيف تم اختيار النجوم الذين يشاركونك بطولة حلقات »باب الخلق«؟ جلست مع المخرج عادل أديب وهو صديقي قبل أن يكون مخرجا للعمل ودرسنا السيناريو بكل ابعاده وشخصياته ونجحنا في اسناد كل شخصية للنجم الذي يجسدها في مواجهة الكاميرا بصدق وتلقائية وبعض هؤلاء النجوم أعود للالتقاء بهم بعد غياب مثل حمدي أحمد الذي لم التق معه منذ فيلم »سوق المتعة« ويجسد في العمل دور محام وصفية العمري التي التقيت معها في فيلم »حب لا يري الشمس« اخراج احمد يحيي مرورا بنجوم آخرين أصحاب الاداء الرفيع مثل محمود الجندي وعايده رياض وفاروق فلوكس ودينا ومنة فضالي وعبير صبري وشيرين عادل وتامر هجرس وسناء شافع وأحمد فؤاد سليم وضياء الميرغني وأحمد فلوكس ومعهم المخرج والفنان القدير سمير العصفوري في دور سوف يكون مفاجأة الحلقات وهناك ايضا مفاجأة من العيار الثقيل حيث نجحت في اقناع صديقي النجم المغربي الكبير محمد مفتاح لتجسيد شخصية محمورية مهمة في تطور الاحداث الدرامية وكنت قد تعرفت عليه منذ 6 سنوات في مهرجان »كان« وعبرت له عن انبهاري بأعماله علي شاشة التليفزيون ونجح في تكوين شعبية له في مصر من خلال حلقات »صقر قريش« عبدالرحمن الداخل و»ملوك الطوائف«. وماذا عن الوجوه الجديدة؟ هناك وجوه جديدة كثيرة تم الاستقرار عليها وهم خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية ومركز الابداع بدار الاوبرا وبعضهم يعمل في مسارح الدولة وأذكر من بينهم عمرو عبدالعزيز ومحمد فهيم ودعاء طعيمة ومحمد عامر ورامي الطنباري والهام عبدالحميد رفيق ومحمد علي الذي يجسد دور »محفوظ زلطة« وهو طفل صغير بينما لم استقر حتي الآن علي اختيار الطفل الذي يؤدي دور ابني في الحلقات واسمه »عبدالله«. المنباوي الأب والأبن وأعود لاسأل محمود عبدالعزيز عن بقية التجهيزات الفنية لحلقات »باب الخلق« بعد قيامه بعقد اجتماع قصير مع المخرج عادل أديب علي هامش حواره معي داخل مكتبه فيقول: عادل أديب مخرج يحمل أفكارا كثيرة كنت أبحث عنها منذ سنوات وسوف أتركه يتحدث اليك عن بعض تفاصيلها ويلتقط اطراف الحوار عادل أديب مؤكدا انه سوف يجمع في تقديم حلقات »باب الخلق« بين تكنيك السينما والفيديو وانه سوف يستعين بالمخرج الشاب حسين المنباوي لاخراج وتصوير المشاهد التي تضم المجاميع واللقطات التسجيلية لانجاز العمل بشكل سريع يعتمد علي نظرية خط الانتاج المتوازي بين كل عناصر الحدوتة الدرامية. ويتدخل محمود عبدالعزيز في الحوار قائلا: علي فكره المخرج حسين المنياوي هو ابن السيناريست شريف المنباوي الذي كتب سيناريو وحوار حلقات »الدوامة« الذي قدمني فيه الراحل العظيم نور الدمرداش علي شاشة الفيديو ويشاء القدر ان التقي مع الأب والابن من خلال الدراما التليفزيونية وأؤكد ان المنباوي الصغير سوف يكون مخرجا كبيرا خلال الفترة المقبلة. 8 شهور تصوير ويعود المخرج عادل أديب لمواصلة حواره قائلا: وهناك مفاجأة فنية أخري في حلقات »باب الخلق« حيث قررت الاستعانة بخبير المعارك والمفرقعات العالمي »أندرو« من جنوب افريقيا بينما سوف نستعين باحدث فنون الجرافيك خلال سير الاحداث والموسيقي التصويرية للفيلم سوف تكون مفاجأة من حيث الشكل والمضمون وسوف نسجلها بواسطة اوركسترا براغ ويدير التصوير رؤوف عبدالعزيز والمونتاج لنيرمين عبدالناصر وتصميم الملابس لمني الزرقاني وناهد نصر الله اما الديكورات والمناظر فيتولي اعدادها أيمن فتحي الذي حقق نجاحا كبيرا من قبل في فيلم »البيبي دول« وقد خصصت جهة الانتاج كل من نبيل صبحي وغزال الشال للعمل كمنتجين فنيين للمسلسل الذي يستغرق تصويره 8 شهور بين القاهرة ورومانيا وسلوفينيا وتركيا وانجلترا ويعرض بمشيئة الله خلال شهر رمضان المقبل. وقبل أن أجمع أوراقي وأنهي حواري مع محمود عبدالعزيز أسأله عن معشوقته السينما التي غاب عنها فترة ليست بالقصيرة فيقول في صوت هادئ: أعيش حاليا في »باب الخلق« ولا أفكر في شيء آخر سوي »محفوظ زلطة« الذي اصبح هو كل دنيتي.