احتفلنا منذ أيام برفع العلم المصري علي أعلي صاري في العالم لندخل به موسوعة جينيس العالمية.. شيء جميل وكما يقول لسان حال رجل الشارع »يا حلاوة« فماذا يفيد رفع العلم ونحن نفعل كل ما يسيء لبلدنا.. تفرغ الغالبية للاحتجاجات والاعتراضات والاعتصامات والمهاترات وتركنا بلدنا بلا انتاج لنغرق في الديون الداخلية والخارجية.. وراح بعض الافراد والمنظمات والجمعيات يتلقون الدولارات للتآمر ضد الوطن ومحاولة كسر شوكته وضرب استقراره.. رفعنا أكبر واضخم علم وراحت القوي السياسية تتناحر في سباق محموم للفوز بتحقيق أهدافها ومصالحها.. لم نغير شيئا ولم نتغير وذهبنا لنعالج مشاكلنا بنفس الرؤي والمفاهيم المتهالكة التي تعودنا عليها خلال عقود من الهوان والتسلط والقهر والحرمان رغم أننا قمنا باعظم ثورة شهدها التاريخ.. فليرفرف أكبر واضخم علم مصري علي أعلي صاري في العالم ولكن المهم ان يعلن للعالم كله وهو يرفرف ان مصر قد وجدت نفسها وأخذت مكانها كاعظم دولة في انتاجها وصادراتها وقدرة شعبها علي مواجهة التحديات.. دولة يقود فيها البحث العلمي قاطرة التنمية وتتحقق فيها اضخم المشروعات وتتحول فيها سيناء الي جنة خضراء.. كان علينا ان نضع خطة للمستقبل تبدأ من الآن اولي خطواتها حتي نشعر بأننا بدأنا في رفع قدر بلدنا بدلا من الاهتمام بتلك الشكليات.. فقد شبعنا من رفع اصواتنا بالاغاني ورفع اعلامنا علي الصواري والمباني.