العائلة المصرية الكبيرة التي عبرت في 3791 لم يكن سلاحها هو الطائرة والدبابة والمدرعة، ولا قواعد الصواريخ او المدمرات البحرية فقط.. وانما كان هناك دائما سلاح اقوي واشد.. سلاح »ايد واحدة« الذي حقق الانتصار، وسالت في سبيله الدماء التي لم تفرق بين مسلم ومسيحي.. وهذا السلاح الاقوي من اي قنابل ذرية، والاشرس من اي حرب نووية، لا يحتاج الآن الي ترديده كشعار، وانما يحتاج استدعاءه بضمائر خالصة، ونوايا حسنة، من وجدان المصريين الذين كتبوا تاريخهم العظيم بذوبانهم في بوتقة نسيج واحد، لا يعرف من الذي ينتمي لجامع او لكنيسة. العدالة والقانون مطلوبان، ومطلوب ايضا »تشغيل المخ« حتي يدرك المرء ان هناك من لا يريدون خيرا بالبلد لأغراض دنيئة، واهداف خبيثة، ومصالح فردية قذرة. كان المشهد طيبا في نهائي كأس مصر، واثبتت الغالبية العظمي من الجماهير انها محترمة، وعلي مستوي المسئولية.. والمؤكد ان استمرار السلوك الراقي في المدرجات »سيفتح النفس« ليجعل من الدوري الذي انطلق امس بطولة حضارية.. لها مذاق خاص. التهنئة خالصة للمهندس فخري عيد رئيس شركة إنبي، وللمحاسب ماجد نجاتي رئيس النادي، وللاعبين الذين اكدوا جدارتهم باللقب لمديرهم الكفء علاء عبدالصادق.. اما مختار، فقد اثبت انه مدرب جبار.. وبالمناسبة، الفارق بين الزمالك وانبي.. هو ان الزمالك ولاعبيه احتفلوا بالكأس قبل المباراة النهائية، اما انبي فقد احتفل بها بعد صفارة الحكم الاخيرة. اذا كان حسن شحاتة يتحمل جانبا من المسئولية في خسارة الزمالك للكأس، فهذا لا يعني كل هذه »الهوجة« التي تطالب بابعاده، او اقالته.. لانه مازال امامه الكثير الذي يمكن ان يقدمه. لائحة العقوبات التي اصدرتها لجنة المسابقات باتحاد الكرة للحد من الشغب لا باس بها.. صحيح بعض بنودها »مطاط« وغير حاسم.. إلا ان التزام الجميع امر ضروري لتجنب اضرار اقامة مباراة لفريق بدون جمهور، او خصم نقاط، او ايقاف لاعب، او اي مصيبة اخري. يخشي الكثيرون من عشاق الاهلي ان تظل قضية ناديهم ضد اللائحة الجديدة في المحاكم لفترات طويلة.. كما هو حال محبي الزمالك مع قضية انتخابات ناديهم التي طالت، ولم تحسم بعد. الاصرار سمة انسانية ايجابية بناءة.. أما ان تتحول الي نوع من التحدي للابقاء علي الزبالة في شوارع العاصمة، فهذه »أم الكوارث«.. ولا مؤاخذة!