عادت أضواء السينما تتلألأ من جديد علي شواطئ عروس البحر المتوسط بافتتاح مهرجانها السينمائي السنوي في دورته السابعة والعشرين والتي تم اهداؤها لروح شهداء ثورة 25 يناير المجيدة ويشارك في مسابقتها الرسمية 10 دول متوسطية ب11 فيلما نصيب مصر منها فيلمان لاول مرة منذ سنوات طويلة.. فعلي مسرح سيد درويش "اوبرا اسكندرية اقيم حفل الافتتاح الذي شهده الجمهور السكندري وعشاق الفن السابع بحضور محافظ الثغر د. أسامة الفولي ونائبه اللواء ايهاب فاروق وممدوح الليثي رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والناقد نادر عدلي رئيس المهرجان، وقد بدأ الحفل بعرض مسرحي قام بكتابته د عصام الشماع واخراج المخرج المسرحي عادل عبده بعنوان " علي اسم مصر" ويرصد العرض ثورات السينما المصرية من خلال عدة افلام من بينها " شيء من الخوف، مصطفي كامل، سيد درويش، حادثة دنشواي، بين القصرين، في بيتنا رجل، الفاجومي "حيث عرض أشهر مشاهد الفن السابع في ثورات السينما المصرية يربط بينهما الراحل صلاح جاهين بقصيدته الخالدة »علي اسم مصر«. وخلال الحفل تم تكريم أربعة من كبار السينمائيين المصريين علي ما قدموه للسينما المصرية من أعمال فنية لها قيمة خلال مشوارهم الفني وهم: النجم الكبير يحيي الفخراني والفنانة الكبيرة زهرة العلا ابنة الإسكندرية وتسلمت درع تكريمها ابنتها المخرجة منال الصيفي والسيناريست بشير الديك والمخرج سمير سيف كما تم تكريم اللبنانية كارمن لبس ومصمم الديكور الايطالي اوزفالدو ديزيديري عضو لجنة التحكيم. وكعادة نجوم السينما في المهرجانات المصرية فقد تغيبوا عن الحفل جميعا من مختلف الأعمار ولم يحضر سوي المكرمين وأعضاء لجنة التحكيم منهم خالد الصاوي وجيهان فاضل من أعضاء لجان التحكيم ويحيي الفخراني والسيناريست بشير الديك بحكم تكريمهما هذا العام، بالاضافة لأبطال فيلم حفل الافتتاح »كف القمر« وهم خالد صالح وجومانا مراد وغادة عبد الرازق وصبري فواز بالاضافة لخالد يوسف مخرج الفيلم الذي كان حريصا علي إلقاء كلمة لم يتحدث خلالها عن الحفل ولا عن الفيلم بل عن فادي مصطفي السعيد طالب معهد السينما المعتقل في أحداث اقتحام السفارة الاسرائيلية، وقبل أن ينتهي يوسف من حديثه بدأ الحضور في الهتاف: »حرية حرية حرية«، وفي نهاية الحفل الذي تأخر ميعاد بدايته حوالي ساعة، كان من المقرر عرض فيلم "كف القمر بقاعة سيد درويش إلا أن المخرج خالد يوسف اعترض علي القاعة لسوء آلات العرض السينمائي الموجودة فيها والتي لن تسمح للمشاهدين برؤية جيدة، وتمسك بعرض الفيلم في قاعة بديلة فوقع الاختيار علي قاعة »جرين بلازا« وهو ما تسبب في تأجيل عرض الفيلم لمدة ثلاث ساعات حيث كان من المقرر عرضه في التاسعة مساء وبدأ فعليا في الثانية عشرة من منتصف الليل بحضور الأبطال. وعرض فيلم مصري للافتتاح في مهرجان عربي خيراً من أي فيلم أجنبي مهما كانت قوته وطبيعته، خصوصا بالظروف التي تمر بها السينما المصرية فما بالنا بعرض فيلم يحتوي علي هذا الكم من النجوم والنجمات ويحمل توقيع مخرج يعد من أبرز مخرجي السينما المصرية في الوقت الحالي وقد قوبل فيلم "كف القمر " في حفل الافتتتاح باحتفاء نقدي وجماهيري حيث خطف الأضواء في ليلة الافتتاح واشاد الجميع بمستواه الفني والفكري، والفيلم تدور احداثه من خلال ملحمة انسانية يستكمل من خلالها المخرج خالد يوسف مشروعه السينمائي الذي بدأه بفيلم هي فوضي »ومرورا بحين ميسرة ودكان شحاته وكلمني شكرا« ووصولا لهذا الفيلم الذي يرصد بشكل غير مباشر ما وصل اليه حال الامة العربية من تفكك . والمتابع لمهرجان الاسكندرية السينمائي منذ حفل الافتتاح يجد ان دورة هذا العام مختلفة واستثنائية بالفعل، فقد بدا واضحا ان المهرجان أتي مستنفرا طاقاته كلها من تنظيمية وفنية وإعلامية لكي يقدم دورة يمكن اعتبارها شديدة الخصوصية فهو اول مهرجان سينمائي تنطلق فعالياته علي الاراضي المصرية بعد ثورة 25 يناير المجيدة.. وكسب الناقد نادر عدلي الرهان باصراره علي اقامة هذه الدورة رغم الصعوبات التي واجهته منذ الاعلان عن رئاسته لهذه الدورة من عمر المهرجان لذلك فإنه يمكن ان نطلق عليها دورة الرهان الصعب حيث لم يتم تأجيلها مثلما حدث في مهرجانات أخري بسبب الموقف الراهن الذي عليه الأوضاع السياسية حاليا واجمل ما فيها انها كشفت عن اصرار وعزيمة مجلس ادارة جمعية كتاب ونقاد السينما صاحبة التاريخ الطويل في اقامة المهرجانات السينمائية وقدرتهم علي اطلاق مهرجان رغم الظروف التي تمر بها مصر في الوقت الحالي من حراك سياسي واجتماعي وعدم استقرار ويقول الناقد نادر عدلي رئيس المهرجان: تتواجد السينما العربية في المهرجان بقوة من خلال 7 افلام نصيب مصر منها فيلمان فإلي جانب فيلم الافتتاح"كف القمر" والذي يشارك في المسابقة الرسمية ايضا هناك فيلم »حاوي« للمخرج ابراهيم البطوط وتشارك تونس بفيلم »النخيل الجريح« للمخرج عبد اللطيف بن عمار ورغم الاحداث الماساوية التي تعيشها سوريا الشقيقة الا انها حرصت علي المشاركة في دورة هذا العام بفيلم »دمشق مع حبي« للمخرج محمد عبدالعزيز، اما المغرب فتشارك بفيلم »بيجاسوس« لمحمد مفتكر وفيلمان ديجتال من لبنان هما فيلم »شو عم بيصير« إخراج جوسلين صعب وفيلم »طيب، خلاص، يلا« إخراج رانية عطية ودانييل جارسيا بالاضافة الفيلم الجزائري »الساحة« إخراج دحمان أوزيد. واشار امير اباظة مدير المهرجان انه يقام علي هامش دورة هذا العام قسم خاص للافلام التي تناولت الثورة سواء خلال فترة أندلاعها او بعد نجاحها والتي صورت جميعها بكاميرا ديجيتال وذلك تحت عنوان »كاميرا الديجيتال عيون ثورة 25 يناير« وعن أسباب استبدال تونس بتركيا كضيف شرف دورة هذا العام قال اباظة: بالفعل كان المهرجان ينوي الاحتفاء بتونس من خلال مشاركتها كضيف شرف ولكن فوجئنا بأن تونس ارسلت فيلما واحدا للمشاركة في المسابقة الرسمية فتم استبدالها بتركيا التي يقام لها قسم خاص يعرض من خلاله خمسة أفلام تركية حديثة بالإضافة الي ندوة للنجمة التركية »إسراء روزان« بطلة فيلم »خطايا صغيرة«. ويختتم المهرجان فعالياته غدا الأحد بإعلان جوائزه وتكريم الأفلام الفائزة.