شغلني كثيراً ذلك التشابه الغريب الذي يصل لحد التطابق أحياناً بين الأفاعي والثعابين وبعض صنوف بني البشر.. وتساءلت كثيراً مَن منها قد أخذ من طباع الآخر وملامحه الإنسان.. أم الثعبان؟!وبعد بحث جهيد اكتشفت أن أخلاق الثعابين أكثر سمواً ورقياً من بعض بني البشر.. وهي المفاجأة التي أذهلتني إلي حد البكاء، فهناك فطرة إلهية تمتاز بها الثعابين لا تتوافر لبعض البشر، فالثعبان لا يلدغ ثعباناً آخر أبداً، والأفعوان وهو ذكر الأفعي لا يغتصب أبداً أنثي أفعوان آخر، والأفاعي غالباً لا تبدأ بالهجوم.. بقدر ما تأخذ وضع الدفاع عن النفس، قارنت بين هذه الصفات الراقية وبين سلوكيات بعض مما نطلق عليهم مجازاً بني آدم فوجدت أن الثعابين رفضت سلوك البشر وارتقت بنفسها عما انحدر به من أخلاق النفوس البشرية.. فالثعبان يتلون بلون بيئته ويتسلل بنعومة ليحصل علي طعامه ويعيش بينما يواجه خصمه وجهاً لوجه ناظراً لعينيه رافضاً مبدأ الطعن من الخلف، عداؤه واضح وخصومته صريحة بينما وجدت أن ثعابين البشر طعناتهم من الخلف وصحيحهم مكتوم.. خصومتهم خفية.. سمهم بلا ترياق، الغيبة غذاؤهم والنميمة دواؤهم، تلوك ألسنتهم حتي ولو جمعتك بهم موائد من السماء.. لا يتورعون عن الخوض في أعراض بعضهم. وقد يأكلون لحمك حياً، وبينما تموت الأفاعي في الجو شديد البرودة أو شديد الحرارة، بينما ثعابين البشر قادرون علي الحياة في كل الظروف.. لأنهم صالحون لكل العصور.. يتلونون بكل لون لذا وجدت أن الإنسان قد ظلم الأفعي.. وألصق بها شر الصفات رغم أن من حق الأفاعي أن تقول اللهم اكفنا شر بني آدم فهم أكثر ظلاماً وظلماً.