النور والأمل تعيد ليالي الأنس إلي ڤيينا

عازفات الفرقة ابهرت جمهور عاصمة الموسيقي في العالم

أن تعزف فرقة أوركسترا موسيقي موتسارت في بلاده.. وفي مدينة فيينا معقل الموسيقي فهذا تحد كبير.. وأن تتفوق الفتيات في عزفهن ويبهرن جمهور النمسا رغم انهن فقدن نعمة البصر فهذا هو التحدي الأكبر الذي جعل فرقة أوركسترا النور والأمل تخطي باستقبال حافل في أولي حفلاتها الموسيقية ضمن جولة تقدم خلالها سبع حفلات في أهم المدن الأوروبية مواكبا لاحتفال الفرقة بمرور خمسين عاماً علي تأسيسها.. ومواكباً أيضاً لثورة يناير العظيمة حيث تشهد هذه الدول معرضاً لصور الثورة متزامناً مع هذه الحفلات.
هنا فيينا مدينة الموسيقي في العالم التي أنجبت موتسارت أحد عباقرة الموسيقي وصاحب ال 14 سيمفونية وأعماله الاوبرالية الرائعة ومنها الناي السحري ودون جوفاني.. هنا فيينا التي أنجبت يوهان شتراوس مؤلف الدانوب الأزرق، هنا فيينا التي احتضنت العبقري بيتهوفن ليتعلم فيها الموسيقي علي يد أستاذ هايدن.. هنا فيينا قلب أوروبا النابض التي تزخر بالفنون بكل اشكالها حيث المسارح والموسيقي والمتاحف ودورالاوبرا والفنون المعمارية التي تزين القصور الفاخرة بالزخارف الفنية الرائعة.
ليالي الانس
وفي قلب النمسا فيينا أعدت اوركسترا النوروالأمل ليالي الأنس الي مدينة الموسيقي العالمية حيث قدمت أولي حفلاتها في جولتها الأوروبية أول أمس الخميس بحضور خالد شمعة سفير مصر في المسا واحمد شريف لطفي قنصل مصر العام ود. مرسي ابو يوسف المستشار الثقافي المصري في فيينا وعدد كبير من الدبلوماسيين العرب والاجانب الذين ازدحمت بهم قاعة تون خول التي تتسع لالف شخص . واستقبلت استقبالا رائعاً وشهد الحفل حضوراً مكثفاً من جمهور النمسا العاشق للموسيقي وقد أقيم الحفل في قاعة البلدية »Townhall« التي تعد من أهم قاعات الموسيقي في النمسا وكانت الفرقة قد قدمت قبل ثلاثة وعشرين عاماً حفلها الأول خارج مصر في نفس القاعة فالفرقة هي الوحيدة من نوعها علي مستوي العالم فكل عازفاتها من الكفيفات التي تتبناهن جمعية النور والأمل من منطلق إيمان قوي بضرورة تأهيل هؤلاء الفتيات وامكانية بلوغهن مستوي متقدم في العزف والغناء وقامت بالاشراف علي الاوركسترا متطوعة د. سمحة الخولي عميدة معهد الكونسرفتوار الاسبق ثم تولت قبل ثلاثة أعوام د. ايناس عبد الدايم عازفة الفلوت الشهيرة ورئيس اوركسترا القاهرة السيمفوني مهمة تدريب العازفات حيث تعتمد في تدريبهن علي تحويل النوتة الموسيقية لطريقة برايل حتي تتمكن الفتيات من قراءتها بسهولة وحفظها وهن يتمتعن بذاكرة قوية وقدرة كبيرة علي الحفظ والاحساس العالي بالموسيقي ويتم تزويدهن ببرامج موسيقية متطورة.
وتقف وراء النجاح الكبيرالذي تحققه الفرقة السيدة آمال فكري نائب رئيس مجلس ادارة جمعية النور والأمل والمشرفة علي الأوركسترا والتي تشعر بفخر شديد وهي تتحدث عن النجاح الذي حققته الاوركسترا في العديد من دول العالم في فرنسا والنمسا واليونان والسويد والمانيا واستراليا واليابان والهند والمغرب وقطر وغيرها من الدول.. وها هي تمد اشرعتها إلي أوروبا حيث ستقدم حفلاتها في كل من فيينا وبودابست والتشيك والسلوفاك وبرايتسلافا وماريبور وفي كل بلد تحرص الفرقة علي أن تقدم قطعة موسيقية لاحد مؤلفيها ففي حفلها قبل سنوات في اليونان قدمت موسيقي زوربا ووقف الجمهور اليوناني يصفق لبراعة الاختيار وتفوق العازفات وفي الهند قدمت العام الماضي حفلين وحظيت بتقدير كبير من الصحافة الهندية ليس لانها تعكس فقط القدرة علي تأهيل فاقدي البصر واكتشاف قدراتهم الابداعية ولكن ايضاً لتأكيدها علي دور الموسيقي في التقارب بين الشعوب حيث تمزج الفرقة في عروضها بين الموسيقي الكلاسيكية العالمية والموسيقي الشرقية.
العلاقات الثقافية
والجولة التي تقوم بها أوركسترا النوروالأمل في أوروبا تنظمها العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة برئاسة حسام نصار الذي نجح في تحقيق طفرة في نشاط هذا القطاع المهم من خلال التواصل الثقافي والفني مع كافة دول العالم ويؤكد نصار أن موافقة وزير الثقافة د. عماد ابو غازي علي سفرفرقة النور والأمل جاء رد فعل لما لاقته الفرقة من نجاح في العديد من الدول التي قدمت فيها عروضها والتي تسعي كثير من الدول الاوروبية والاسيوية لاستضافتها الصدي الكبير الذي حققته حفلاتها الناجحة في الخارج.
معرض للثورة
وأضاف نصار أن الجولة الاوروبية سيصاحبها معرض فني للفنان حسام حسن الذي رصد فيه احداث ثورة 52 يناير وهي فرصة لكي يشاهد الجمهور الأوروبي هذا المعرض ويعرف ثقافة مصر اثناء ثورتها السلمية التي اشاد بها العالم لرقيها وتحضرها وقدرتها علي إحداث التغيير الذي تنشده.كان الفنان التشكيلي حسام حسن من أوائل الفنانين الذين رصدوا يوميات الثورة في ميدان التحرير من خلال 02 لوحة اعتمد فيها علي فن الكولاج وقد عرضها للمرة الأولي في قاعة سفر خان بالزمالك واختارها المستشار الثقافي المصري في النمسا د. مرسي أبو يوسف لعرضها في شهر مارس الماضي للدبلوماسيين في النمسا وقد حظيت باعجاب وتقدير كبير وتقرر ان تشارك في هذه الجولة الأوروبية ليري العالم يوميات ثورة يناير البيضاء.