في 22 أغسطس 1920 قدم المخرج ماكس رينهارادت max reinhardt والكاتب هوجوفون هوفمانسبتال hajo ho fmanhsthal عرض «كل إنسان» الرجل البري في مواجهة الموت.. أمام كاتدرائية سالزبورج كان هدفهما النبيل هو محاولة تخليص شعب النمسا من آثار دمار الحرب العالمية الأولي والدعوة إلي السلام إلي قيام عالم جديد هذا الهدف أو حلم هذين المبدعين مازال يتحقق حتي اليوم.. ومازال عرض «كل إنسان» يقدم كل عام مع تغير المخرجين والأبطال. تشهد مدينة سالزبورج احتفالا ضخما بين نهاية صيف 2010 وبداية 2011 بمرور تسعين عاما علي أكبر وأهم مهرجان للموسيقي والمسرح في العالم في الافتتاح الرسمي يتحدث المايسترو وعازف البيانو العالمي دانيل بارينبويم daniel barendoim عن الدور الأساسي للمهرجان في تأكيد رسالة السلام، ويشير بالذات إلي ضرورة السلام في الشرق الأوسط ويدعو إلي كل فصيل أن يمد يده إلي الآخر ولا ينتظر تدخل الآخرين.. لابد من الإشارة إلي أنه مؤسس أوركسترا ويدان الشرق والغرب الذي يضم عناصر من مختلف بلدان الشرق الأوسط. تسعون عاما شهدت تطورات عديدة في سياسة كارايان وبرامج المهرجان، يشار بالتقدير إلي فترة المدير الفني المايسترو هربرت مون كارايان herbert von karaiaan التي امتدت بين 1957 حتي وفاته عام 1989 إلي جانب دعوته للفنانين الكبار في قيادة الموسيقي، أو الأوبرا، فقد اهتم بتشجيع المواهب الشابة وكان كارايان قد حقق شهرة دولية كبيرة بقيادته لأوركسترا برلين وفيينا السيمفوني وسكالا ميلافو حقق لمهرجان سالزبورج شهرة عالمية، وفي عهده تم إنشاء المسرح الكبير بتسهيلاته الصوتية ومعماره الدقيق، كما أنه شارك في تأسيس شركة لإنتاج أفلام عن الأوبرا أخرج بعضها المخرج الإيطالي فرانكو زيفيريللي frahco franco zaffirelli . كارايان هو ابن مدينة سالزبورج التي شهدت ميلاد العبقري موتسارت mosart عام 1756 وطبعا قدم المهرجان أوبريت موتسارت، وفي عام 2006 احتفل مهرجان سالزبورج بمرور 250 سنة علي ميلاده، وقدم أكثر أعماله أهمية. وعلي خلاف مهرجان بابرديت بألمانيا الذي يقتصر علي أعمال فاجنر wajher فإن مهرجان سالزبورج تميز بتقديم أعمال مختلف المؤلفين الموسيقيين في الدورة الأخيرة مثلا التي ركزت علي محور الأسطورة قدمت أوبريت ديونيسوس dionysos كوتولنجانج wolfgarg rilm التشبيه عن تشبيه «1844 1900» وأورفيوو ويوريديس orfeo seuridice للمؤلف كريستوف جلول qluck «1714 1787» وإليكترا elektra لريتشارد ستراوس 1864 1949 richard straus ورون جوفاني dan qiovanni لموتسارت «1756 1791» وكورما لبليكيني «1801 1835» وروميو وجوليت لشارل جوفود «1818 1839» douhod وله أيضا روميو وجوليت عن شكسبير وقد أثارت أوبرا «لولو» lulh للألماني بيرج alban berf «1885 1935» رد فعل مختلفا بسبب جرأة مشاهدها الحسية! شاعر وموسيقار ومغن يستضيف المهرجان الشاعر الإيطالي كلاوديو ماجريس claudio magvis وهو أيضا كاتب وأستاذ للأدب الألماني بجامعة تريستا ومترجم وكان عضوا مستقلا في مجلس الشيوخ بين 1994 و1996، وشارك في تأسيس رابطة الحرية والعدالة التي انتقدت سياسة سيليفو برليسكوني ومن أهم مؤلفاته «الدانوب رحلة عاطفية من المنبع حتي البحر الأسود 1988» والتي نشرت بالألمانية عام 2007، وقد نال جوائز أوروبية عديدة من بينها جائزة السلام من معرض الكتاب الدولي بألمانيا. في اللقاء الذي أعد له حول كتابه عن الدانوب وقد شاركه المغني والموسيقار النمساوي هربرت فون جويسيرن Herbert Von qoisern كان رفيق رحلته وقدم خلالها حفلات مجانية للجمهور في البلاد التي عبرتها سفينتها كانت أول رحلة أدبية وموسيقية عبر 2850 كيلو مترا وأكثر من دولة يقول الشاعر والكاتب الإيطالي انه عبر هذه الدول يؤكد النهر رسالة التفاهم والسلام. «للأطفال» والشباب فعاليات مهمة تؤكد رسالة المهرجان للأطفال.. يقام معسكر عمل للأطفال بين 7، 16 سنة- يختارون بمسابقة من مختلف بلاد العالم- تحت ارشاد معلمي موسيقي ومدربي رقص يتعرفون عن قرب علي عروض الأوبرا و حضور بعض البروفات.. في اليوم الأخير للورشة- يتاح للأطفال المشاركة في أوركسترا فيينا المشروع بدعم مؤسسة سالزبورج الأمريكية النمساوية وجماعة أصدقاء مهرجان سالزبورج، ومنذ عام 2008 يضم المهرجان كورال للأطفال يدربون تتاح لهم فرصة حضور البروفات، ويشاركون في بعض العروض. الشباب.. مشروع «الجيل القادم» للشباب حتي سن الخامسة والأربعين، يتاح لهم لقاءات مع الفنانين وحضور الندوات، وبعض البروفات وحفلات الموسيقي، في رأيي ان المشروع الأهم هو الخاص بالمخرجين الشبان.. بدأ عام 2002، حيث تقام مسابقة للفرق المسرحية بهدف رعاية المواهب الواعدة التي ستساهم في صناعة المستقبل، شاركت في الدورة الأخيرة فرق مسرحية من أكثر من دولة أوروبية تميزت الفرقة السويدية بالجمع بين التمثيل والرقص والأكروبات والموسيقي، تمنح لجنة التحكيم 000.10 للفرقة الفائزة، وقلما ذهبيا باسم رينهارادت، أحد مؤسسي المهرجان 1920 لأحسن مخرج. افتتاح شعبي حدثتك عن الافتتاح الرسمي لمهرجان سالزبورج، اسمح لي أن أحدثك عن الافتتاح الشعبي- قبل الرسمي- حيث أتيحت عروض أوبرالية وموسيقية ومسرحية وكذا ماريونيت، في مختلف المسارح والكاتدرائية والجامعة، وفي الساحات.. أتيحت كلها للجمهور بالمجان.. أو بدعوات يسهل الحصول عليها، من حسن حظي حضرت حفل أوركسترا الذي دعي بروسان اسطانبول BORUSAN السيمفوني، بمناسبة اختيار اسطانبول عاصمة للثقافة الأوروبية 2010، كم كان رائعاً.. آثار دهشة البعض، فقد سبق لي حضور حفلات مهرجان موسيقي باسطانبول عام 1976 وشاركت فيه فرق أوركسترا سيمفوني من أكثر من مدينة تركية- وقف الجمهور الحاشد يصفق للمؤلف الموسيقي جمال أركين QAMAL ERKIN والمؤلف وعازف البيانو فاضل ساي FAzel Say آثار الإعجاب بفقرتين في التأليف والعزف لعل دار أوبرا القاهرة تستضيف هذه الأوركسترا كما سبق نيران الأناضول.. أخيرا.. تستمر الاحتفالات للمهرجان حتي مايو 2011، حيث تشهد سالزبورج أوبرات وحفلات موسيقية ومسرحيات يستمتع بها الجمهور النمساوي الأوروبي والسياح الأجانب.