من عمل لآخر يثبت النجم الكوميدي محمد هنيدي انه فنان لديه حضور قوي وموهبة تمتاز بالخصوصية الكبيرة تميزه عن غيره من الكوميدينات من خلال اسلوبه السهل وادائه الممتع للشخصيات التي يقدمها وطوال شهر رمضان امتع هنيدي جمهوره بشخصية احبها هذا الجمهور علي شاشة السينما وغامر وقدمها علي شاشة التليفزيون لتحقق نجاحا ربما يفوق نجاحها في السينما مما دفعه لاستمرار استغلالها في اعمال اخري في الفترة القادمة. قبل أن ابدا حواري معه بادرني محمد هنيدي قائلا: أحمد الله علي هذا النجاح الذي تحقق لهذا المسلسل الذي استغرق اعداده أكثر من اربع سنوات كاملة ما بين كتابة واستعداد للتصوير وتصوير للاحداث تعرضنا جميعا للارهاق والتعب الذي زال بمجرد ان تلقيت ردود الافعال الطيبة علي المسلسل مع عرض الحلقات الاولي. قلت لمحمد هنيدي: دعني اسالك من النهاية وماذا بعد هذا النجاح في التليفزيون؟ بصراحة شديدة لم اكن اتوقع طعم كل هذا النجاح في التليفزيون ومختلف عن السينما أن تشعر بهذا النجاح كل يوم طوال شهر كامل هذا مختلف تماما. افهم من كلامك انك ستقدم مسلسلا العام القادم؟ لا طبعا.. علي الاقل سأقدم مسلسلا كل عامين حتي يشعر الجمهور باشتياق لي فجمهور الشاشة الصغيرة قاس جدا اما ان يحبك ويرفعك او يهوي بك الي سابع ارض لذلك سأكون حريصا عندما اطل عليه من خلال عمل فلابد ان تتوافر فيه كل عناصر النجاح. ألم تجد فكرة جديدة تقدمها؟ اذا شاهدت الحلقة الاخيرة من أحداث المسلسل نجد ان "رمضان مبروك" أتي عقد عمل في الخليج وقد طرح السيناريست يوسف معاطي الفكرة علي وبصراحة استهوتني وافكر في تقديمها ولكن حتي الان لم يتم حسم الموضوع بيني وبين يوسف معاطي ولو حدث من الممكن أن يتم تقديمها في رمضان 2013 انشاء الله. البعض يتهمك بانك تستغل نجاح "رمضان مبروك "في السينما ونقلته للتليفزيون ما رأيك؟ وهل هناك عيب في أن أعيد تقديم الشخصية فهذا ليس اتهاماً لأنه من حقي أن أستغل شخصية حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور عند تقديمها في فيلم سينمائي، وأنا أفهم أن الاتهام ربما كان مقبولاً لو كنت أعيد شخصية فاشلة، وقتها كان من الممكن أن يتهموني بالإصرار علي الفشل لكن استغلال شخصية ناجحة أمر مشروع فنياً. ولكن البعض يري انه كان يجب ان تكون عودتك للشاشة الصغيرة بعد غياب من خلال عمل جديد تماما؟ نجاح رمضان مبروك أغراني بتقديم أحداث جديدة منه في مسلسل تليفزيوني، فالفيلم حقق إيرادات ضخمة، كما أن نسبة مشاهدته عندما عرض علي التليفزيون كانت عالية جداً وهو ما يؤكد أن الشخصية أعجبت الناس، وعندما استشرت بعض أصدقائي في فكرة تقديمه في مسلسل وجدت إجماعاً غير مسبوق علي الفكرة فتوكلت علي الله وهذا شئ مشروع جدا وليس عيبا وبفضل الله قدمت شخصيات كثيرة الجمهور أحبها من الواجب علي أن أقدمها للمرة الثانية المهم كيف يكون التناول في الطبعة الجديدة. ولكن اعادة تقديم نفس الشخصية يمكن أن تصيب الناس بالملل؟ اطلاقا لأنني لن أقدم علي تقديم شخصية مرة ثانية الا اذا كنت واثقا من نجاحها ومن تقبل الناس لها وهو ما حدث مع "رمضان" الجمهور أحبه وازداد حبه له في المسلسل. لكن هناك شخصيات لك نجحت سينمائيا ولم تقدمها لماذا؟ لأنني كنت متردداً في خوض تجربة التلفزيون وفي السنوات الخمس الأخيرة كانت تأتيني كل عام عروضا لتقديم مسلسل ورغم أن معظمها كانت عروضا جيدة، لكنني كنت أتراجع في اللحظات الأخيرة، خوفاً من جمهور التلفزيون، فهو جمهور مرعب ولابد عندما أحل ضيفاً عليه أن أختار ليس فقط العمل المناسب بل والتوقيت المناسب أيضاً، وقد شعرت بأنه آن الأوان لأقدم للجمهور عملاً تليفزيونيا. ألم تشعر بقلق من تقديم مسلسل كوميدي في ظل الاحداث التي عاشتها مصر بعد ثورة 25 يناير؟ بالعكس كنت متفائل بتقديم الكوميديا وانه سينجح لسبب بسيط هو أن الناس بعد الازمات والثورات تكون مشتاقة للكوميديا والابتسامة والحمد لله يوسف معاطي كتب كوميديا تمس هموم الناس وبعد ثورة 23 يوليو الفنان الراحل اسماعيل ياسين قدم 9 أفلام في السنة مع احترامي للاعمال الاخري ولكن احتياج روحاني للبشر الناس محتاجة تغسل همومها وما بالك كوميديا وبها شئ هادف. كيف تعاملت مع شخصية رمضان الفلاح وانت القاهري المولد والنشأة؟ اولا الاستيايلست "داليا" كانت مسئولة عن تفاصيل الشكل الخارجي لرمضان في ملابسه وتسريحة شعره والنظارة التي يرتديها أما الطريقة الثانية والخاصة بالشكل الداخلي لرمضان فقد حصلت عليها من الحياة ومن خلال احتكاكي بنماذج مختلفة وعلي فترات متباعدة استدعيتها من ذاكرتي أثناء التجهيز للشخصية أضف إلي ذلك كان لي زوج أختي رحمه الله كان يشبه "رمضان" إلي حد كبير لذلك تجد كل من يشاهد "رمضان" يشعر أنه يعرفه. وكيف تري شخصية رمضان من وجهة نظرك؟ رمضان نموذج حقيقي للمواطن المصري الاصيل بما فيه من شهامة وطيبة فهل يوجد إنسان آخر غير المصري يمتلك قوت يومه ويأخذ سيدة مسنة تركها ابنها وسافر ليعولها في منزله في ظل ظروفه الصعبة و"رمضان" شخصية معطاءة وقرية ميت باريز هي نموذج لمصر. وما ملامح الشبه بينك وبين مبروك رمضان؟ هناك ملامح كثيرة تجمع بيننا اولها حبي لبلدي وغيرتي الشديدة عليها.. فأنا أحب بلدي وأتمني أن تكون أحسن بلد في الدنيا.. كما انه يشبهني في حنانه الشديد وكرمه الذي يفيض به علي كل من حوله.. وبالمناسبة لو تأملت الصورة حولك سوف تكتشف أن هناك آلافاً علي شكل وطبيعة "مسيو رمضان". هل تم اجراء أي تعديلات علي السيناريو بعد قيام الثورة؟ المسلسل تم الانتهاء من كتابته قبل الثورة بشهور وعندما قامت فيه الثورة وجدنا روحها موجودة في الاحداث من دعوة لمحاربة الفساد والمطالبة بالتغيير في حياتنا والاهتمام بالعلم والتعليم والنوابغ. وماذا عن السينما؟ لدي فيلم "تيتة رهيبة".. هل تصدق انني كنت سأبدأ تصويره يوم 26 يناير الماضي اي بعد قيام الثورة بيوم واحد ولكن شاء الله ان يؤجل وتشاركني بطولته الفنانة القديرة سميحة أيوب، وهو أيضاً للمؤلف يوسف معاطي وسوف نبدأ تصويره خلال الايام القليلة القادمة.