ماحدث في سيناء طوال الأعوام الثلاثين الماضية يمثل جريمة جديدة يجب ان تضاف الي قائمة الاتهامات الموجهة ضد مبارك وجميع الحكومات التي تولت المسئولية في عهده.. بل يجب ان يحاكم الجميع بتهمة تهديد الأمن القومي لمصر، وذلك بتجميد مشروع تنمية سيناء.. بعد ان تمت دراسته لمدة 01 سنوات وتم تحديد مشروعات كثيرة بل وبدأت الدولة في تنفيذ بعضها بهدف توطين 5.3 مليون مواطن.. لان البشر يمثلون خط الدفاع والحماية الأول لتأمين أي مجتمع.. لكن.. حدثت المفاجأة.. فبعد انفاق المليارات توقف الانفاق علي انشاء المشروعات الاستراتيجية في خطة التنمية وتم تجفيف ترعة السلام وتجميد مشروع خط السكك الحديد وتم تسريح عمال منجم المغارة. ولم يتم تنفيذ مشروع تسييل الغاز الطبيعي وهكذا كان حال باقي المشروعات لتتحول سيناء الي منطقة طرد وتبقي صحراء مفتوحة تغري الاعداء باحتلالها ويفكر المتطرفون في تحويلها الي امارة. هذا العام كان من المفترض ان نكون قد قطعنا شوطا طويلا في تنفيذ استراتيجية التنمية الشاملة بسيناء التي تنتهي كاملة في عام 7102 وطبقا لمعدلات التنفيذ المقررة فقد كان المفترض انفاق 05 مليار جنيه علي بناء المشروعات الضخمة التي تحقق التنمية ولكن المبلغ الفعلي الذي تم انفاقه لم يتجاوز 02 مليار جنيه. كان المفترض وصول 2 مليون مواطن من محافظات وادي النيل للاستقرار من اجمالي مستهدف 9.2 مليون مواطن حتي 7102 ولكن الذين وصلوا بضع عشرات الاف. اما المشروعات نفسها فقد توقفت وتحتاج الي ميزانية جديدة لبدء العمل واستكمال باقي مراحله. الي شمال سيناء تصحبكم »أخبار اليوم« لنري كيف احبكت مؤامرة تخريب سيناء. المياه والمواصلات شرايين الحياة التي ستدب في سيناء ليحضر البشر ثم تقام لهم مشروعات الصناعة ليستقروا ويصبحوا بالفعل أصحاب الأرض يتمسكون بها ويدافعون عنها ضد أي اعتداء. الأرض الصالحة للزراعة والممهدة جاهز منها للزراعة 004 الف فدان لاتحتاج فقط سوي المياه للري ثم تزرع بسهولة.. في البداية كان هناك خط انبوب ينقل مياه النيل من ترعة الاسماعيلية ليخترق قطاع الوسط من امام سرابيوم ولكن استبدلت الفكرة بشق ترعة السلام لتنقل المياه من خلالها لتزرع الأراضي في مناطق رابعة وبئر العبد ومزار والسر والقوارير ودخلت المياه لأول مرة في 62/01/79. في جنوب القنطرة تم تجهيز الأرض بمساحة 53 الف فدان كأول مرحلة واعدادها استعدادا لطرحها للبيع ولكن مرت السنوات ولم يتم توزيع الأرض مما شجع بعض الأهالي علي وضع ايديهم عليها وزراعتها رغم اعداد البنية الأساسية من السكك الحديد والطرق المرصوفة وبذلك تم اهدار المشروع منذ بدايته. لتبدأ مرحلة التخبط بتحويل جهاز تنمية سيناء الي شركة قابضة عام 2002 لاستصلاح المنطقة حيث لم يتم أي استثمار حكومي وفي عام 6002 اعيد احياء المشروع كجهاز حيث تجمد كل شيء. ليتخبط كل شيء فمثلا كان من المفترض قيام وزارة الري بتسليم منشآت الترعة الي وزارة الزراعة مع توزيع الأرض وكان ذلك منذ عامين.. ولكن المفاجأة القاسية والدامية ان الواقع المرصود هناك يؤكد ان معظم معدات الترعة قد نهب. ما بقي فقد علاه الصدأ وغير قادرة علي العمل. باقي فصول المؤامرة تقول انه كان المفترض مد الترعة في اتجاه العريش ولكن لم يحدث شيء والسبب هو عدم توفير مأخذ من الترعة الي داخل الأرض لعدم توافر اعتمادات.. وتجمد زراعة 531 الف فدان بمنطقة وسط سيناء لعدم وصول الترعة وضح المياه هناك السبب كما قيل ان منطقة الوسط ترتفع الي اكثر من مائة متر وبالتالي فلابد من محطة رفع للمياه لتصل المنطقة ستتكلف اكثر من مليار جنيه. ومع تعذر توفير الاعتمادات صدرت اقتراحات بخفض ارتفاع رفع المياه الي 07 مترا ليروي 58 الف فدان فقط ورغم الموافقة الجماعية فلم يتم اقامة المحطة التي تكون المنطقة كهدف استراتيجي وعسكري لضمانات الأمن القومي لزراعتها بالبشر في اشد الحاجة للتجاوز.. ولكن لم يحترم احد امن مصر القومي واقيمت المحطة المطلوبة بكل سهولة في توشكي لتروي اراضي الوليد. الذي علمناه ان المحافظين السابقين حاولوا تنفيذ المشروع ببدائل اخري فاقترحوا علي نظيف باعتباره رئيس الوزراء ان يتم طرح رفع ومد المياه علي القطاع الخاص لتنفيذها مقابل مساحة من الأرض بقدر التكلفة ولكن نظيف تجاهل المشروع تماما. علي نفس الطريقة والهدف ولربط الواديبسيناء اقيم مشروع خط السكك الحديد ينقل الركاب ويستغل في نقل الخامات والمنتجات الصناعية وكذلك الزراعية من انتاج مشروعات التعمير بوسط وشمال سيناء ليصل في مساره النهائي حتي رفح بدأ العمل فيه عام 79 وافتتح رسميا 79 كان المفترض ان يكون اجمالي طوله 522 كيلومتر من الاسماعيلية حتي رفع ليتوقف في 31 محطة رئيسية بسرعة تصل الي 061 كيلومتر في الساعة تم انشاء المرحلة بطول مائة كيلومتر حتي بئر العبد بطول 001 كيلو متر ويضم 6 محطات تكلفت 023 مليون جنيه. ولأن المؤامرة كانت قد بدأت فقد توقف العمل في باقي مراحل خط السكك الحديد الذي كان لابد وان يتزامن مع شق ترعة السلام لخدمة انتاج الأراضي الزراعية وكذلك الصناعية.. كان القطار غير مشجع لاجتذاب الركاب منذ البداية فكان قطارا متهالكا غير منتظم في المواعيد او التشغيل. وبمرور الوقت توقف العمل به خلال عامين ليتم تقطيع قضباته قطعة قطعة وسرقتها وحاولت محافظة شمال سيناء مع وزارة النقل اعادة تشغيل الخط ولكن دون جدوي. كوبري الفردان ظلموه ولأن هدف انشاء خط السكك الحديد هدف استراتيجي ولانه كانت هناك نوايا مخلصة عند طرح مشروع تنمية سيناء فقد تقرر تسخير كل الامكانيات وتقرر انشاء كوبري الفردان عند الكيلو 56 شمال الاسماعيلية والذي يعتبر الأول من نوعه في العالم كأطول كوبري سكك حديد معدني متحرك بلغ طوله المعدني 046 مترا وبه فتحة وسطي تسمح بفتحة ملاحية وبلغ وزنه 5.01 طن وبلغ حجم الخرسانة المستخدمة لاساسات الكوبري 0084 متر مكعب ويسمح عند فتحه للملاحة بمرور اكبر الناقلات العملاقة العابرة لقناة السويس تكلف انشاء كوبري الفردان 083 مليون جنيه ورغم ذلك اصبح منافسا لاطلال كوبري ابو العلا علي نيل القاهرة في البطالة فقد جدواه مع توقف خط السكك الحديد.. وبقي بدون عمل رغم انه مصمم لينقل حركة السيارات في اوقات الذروة ليخفف العبء علي كوبري السلام ومعدية رقم 6 ولكن كما علمنا ان هناك عيبا فنيا في الكوبري يمنع استخدامه رغم مئات الملايين التي انفقت عليه. ميناء العريش انقذه الجيش علي طول ساحل البحر المتوسط وامام مدينة العريش لفت نظرنا اعداد من السفن راسية منذ ايام لاتتحرك- ادركنا مشكلتها التي يعانيها ميناء العريش منذ سنوات وتحديدا بعد عام 69 حيث تقرر تطوير الميناء لتوسعته وزيادة عمقه ليستوعب سفن ذات حمولة 03 طنا او اكثر واكثر من رصيف لاستيعاب اكثر من سفينة في وقت واحد لملاحقة حركة النهضة في الزراعة والصناعة وتصدير انتاجها. كانت خطة التطوير ستتكلف حتي عام 0002 نحو 0003 مليون جنيه.. ولكن لم يتم دفع جنيه واحد ولم تخرج خطة التوسعة للنور.. رغم انه كان هناك شركة لانشاء ميناء تجاري بالعريش ضخم ولكن التعليمات صدرت وقتها بانشاء الميناء الضخم في دمياط رغم وجود ميناء بورسعيد علي بعد نحو 03 كيلومترا. ومرت الأعوام ومع انشاء مصانع الأسمنت وتصدير الخامات اختنقت حركة العم بالميناء وتكدست السفن خارج الغاطس.. ومؤخرا قررت القوات المسلحة التدخل لتنفيذ مشروع توسعة الميناء وبدلا من دفع 003 مليون جنيه قيمة التكلفة قبل 21 عاما اصبحت التكلفة المنتظرة 4.1 مليار جنيه يدفعها الشعب المسكين. المجمع الكيميائي مشروع المجمع الكيميائي بجوار ملاحة سبيكة كان من أهم المشروعات الضخمة التي ستوفر استثمارات بالمليارات كان يقوم علي استخراج الخامات تم تحويلها لمواد اولية تستخدم في صناعات متعددة لتشغيل مصانعنا المحلية وتصدير كميات ضخمة للخارج. ورغم تهافت المستثمرين علي الاستثمار في المشروع خاصة مجموعة من الاتراك فقد وضعت العراقيل لوقف تنفيذ المشروع العالمي القريب من مصادر الحجر الجيري وملح الكربونات الصودا والشركة المسئولة عن تنفيذ المشروع طلبت مياه لاستخدامها في تشغيل المجمع وتم الاتفاق علي مدها بالمياه من ترعة السلام وقت ان كانت تعمل.. ثم طلب المستثمرون الاتراك توفير الطاقة للمشروع ففوجئوا بالشركة القابضة بانه لابد من عرض الأمر علي المجلس الأعلي للطاقة ليتولي تحديد كميات الطاقة لهم وتحديد سعرها وحتي الان لم تصل المستثمرين اجابة علي طلبهم وتجمد المشروع الضخم.