منذ سنوات طويلة لم أشعر بمتعة حقيقية أثناء متابعة الدراما الصعيدية والسبب اللهجة الغريبة التي ينطقها ابطال هذه الاعمال والتي لم أجد مثلها في أي مكان في الصعيد وبما انني صعيدي أبا عن جد فقد كنت اشعر بالغربة وأنا أشاهد هذه المسلسلات لانني كنت أري علي الشاشة صعيدا آخر غير الذي أعرفه ناهيك عن القضايا التي تطرحها هذه المسلسلات التي تنحسر فقط في قضايا الثأر والميراث ولكن هذا العام استطاع الثلاثي »عبدالرحمن الابنودي وسمية الخشاب وحسني صالح« ان يشعروني بالمتعة وأنا أشاهد »وادي الملوك« فقد رأيت علي الشاشة اشخاصا اعرفهم وحياة عشتها فقد جاء القالب الدرامي للمسلسل ليكسر النمطية في تناول قضايا الصعيد شكلا ومضمونا وقدم صورة مكتملة للمجتمع الصعيدي الحقيقي وأبدع الخال الابنودي في صياغة حوار ينبض بالحياة ونابع من صميم البيئة الصعيدية الخالصة حيث جاءت مفرداته وألفاظه بلهجة صعيدية اصيلة .. أما سمية الخشاب والتي تستحق بالفعل ان تكون نجمة رمضان هذا العام بقدرتها علي التقمص للشخصية فقد تألقت في دور »نجية« المرأة الصعيدية القوية وظهرت من خلاله بطلة جديدة بفضل الكاريزما التي تمتلكها.. اما المخرج حسني صالح فقد نجح في تأكيد موهبته كمخرج في تجربته الدرامية الثالثة والتي أكد من خلالها انه يمتلك اسلوبا خاصا يميزه يعتمد علي الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وتقديم صورة حقيقية فلم يلجأ للديكورات إلا في أضيق الحدود وصور أغلب مشاهد المسلسل في أماكن طبيعية مما اعطي للصورة حيوية.. »وادي الملوك« حالة فنية مختلفة وسيكون النقطة الاولي في تشكيل المرحلة المقبلة من ملامح التعامل مع قضايا الصعيد بعيدا عن النمطية.