عقب أحداث ثورة 52 يناير الشعبية، التي غيرت وجه مصر، ظهرت حالة من الجفاء الشديد بين المواطنين وجهاز الشرطة، وكان ذلك أمرا طبيعيا، فقد كانت الشرطة أداة قمع في يد النظام السابق، واستغل ذلك ضباط الشرطة، في تحقيق مصالح شخصية، والتعالي علي »خلق الله«، وأبسط الأمور كانت حالة التعالي الشديدة وارتفاع حدة »الأنا« لديهم، وأصبح لقب »الباشا« لا يطلق علي الضباط الكبار فقط، وإنما أصبح كل ضابط مهما تدنت رتبته »باشا«، وحتي أمناء الشرطة أصبحوا »باشوات«.. وبالطبع زادت حدة العداء في الأيام الأولي للثورة، بعد ان تعاملت الشرطة مع شباب الثورة وكأنهم أعداء للوطن، واطلقت عليهم الرصاص الحي والمطاطي، ليسقط منهم مئات الشهداء!! وقامت الثورة وتغير وجه مصر بالفعل، ولكننا لم نشعر بأن الشرطة تسعي هي الأخري للتغيير، بل ان ما يحدث منها الآن يشعرنا بأنها تريد أن تنتقم من الشعب.. فقد تركت المجرمين والبلطجية يعيثون في الأرض فسادا، ولاشك ان المواطنين ضجوا من ذلك، وبعد أن فقدوا الأمن والأمان، وبعد أن تركتهم الشرطة فريسة للبلطجة وفرض السطوة والنفوذ، لم يجدوا إلا أن يتحركوا بأنفسهم، وشاهدنا في الجيزة انتقاما من أحد البلطجية بخلع ملابسه والباسه قميص نوم حريمي وتجريسه في الشوارع، وشاهدنا أيضا في دسوق حصارا لمنزل بلطجي واقتحامه وقتله بطريقة بشعة، ثم تقطيع جثته، وتسيير مسيرات تحمل كل منها قطعة من جسده .. يحدث كل ذلك والشرطة لا تتحرك ! ماذا تريد الشرطة؟.. وهل ما يحدث مدبر له وتقاعس مقصود؟.. أم أن التقصير بسبب الفشل وعدم القدرة؟.. ومازال منصور عيسوي في منصبه كوزير للداخلية؟..