شدد ميخائيل مياسنيكوفيتش، رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا علي أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي إلي العاصمة البيلاروسية »مينسك»، مؤكدا أن بلاده تعقد آمالا كبيرة علي هذه الزيارة لتعزيز وتوسيع الثنائي بين البلدين. وأكد مياسنيكوفيتش أن بيلاروسيا مهتمة بمواصلة الدفع بعلاقات الصداقة مع القاهرة، معتبرا مصر شريكاً مهما تعتمد عليه بلاده في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية. أشاد مياسنيكوفيتش بتجربة مصر في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا أنها من أكثر التجارب نجاحا في الشرق الاوسط، مشيرا إلي أن مصر تسهم إسهاما في حل المشكلات الإقليمية في مجال الأمن.. وإلي نص الحوار.. بداية.. كيف تنظرون إلي زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلي بيلاروسيا؟.. وماذا عن أوجه التعاون المشترك الحالي بين البلدين؟ الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ستكون أول زيارة رسمية إلي بيلاروسيا في تاريخ العلاقات البيلاروسية المصرية، ولها بذلك مكانة خاصة ونحن نعقد آمالا كبيرة بهذه الزيارة لتعزيز وتوسيع التعاون الثنائي وأن تفتح صفحة جديدة في علاقاتنا. مصر هي شريك مهم يمكن الاعتماد عليه لبيلاروسيا في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وشهد الحوار السياسي بين بلدينا تنشيطا ملحوظا في السنوات الماضية، وهو يعتمد علي علاقات الانفتاح والصداقة بين رئيسي البلدين. وجاءت زيارة رئيس جمهورية بلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إلي مصر في يناير 2017، تأكيدا جيدا لحرص بيلاروسيا علي الارتقاء بمستوي العلاقات الثنائية مع مصر وفي ختام المحادثات التي عقدت في القاهرة، تم تحديد الاتجاهات الواعدة للتعاون بين بلدينا وتم وضع خارطة الطريق للدفع بالتعاون لعامي 2017 و2018 كما تم انشاء مجموعات الصداقة البرلمانية والتوصل إلي اتفاقات بشأن مشاريع مشتركة كبيرة في مجالات الصناعة والزراعة والاخشاب والعلوم والتعليم. وفي فبراير 2018، افتتح في مصر مصنع لتجميع شاحنات »ماز» كما بدأ لأول مرة توريد معدات »أمكودور» للصيانة والطرق إلي السوق المصرية وتم إبرام عقود تجميع ماكينات »بوبرويسك أغرو ماش» الزراعية ويعمل خط التجميع التابع لمصنع مينسك للجرارات بنجاح وهذه ليست القائمة الكاملة للمشاريع المشتركة بين البلدين وفي الوقت الحالي تنظر الشركات البيلاروسية في إمكانية إنشاء مصانع الحصادات والمحركات والكومبريسورات والحافلات الكهربائية وهذه امثلة جيدة للشراكة متبادلة المنفعة، واعتقد أن عددها سيزداد، ومن خصائص التعاون في المجال الصناعي، أن الشركات البيلاروسية والمصرية تنشئ خطوط انتاج في مصر، ما يعني خلق وظائف جديدة للمواطنين المصريين. ونحن الآن ننتقل من التجارة البسيطة إلي أشكال جديدة من الشراكة، أي التعاون الصناعي والاستثماري، وإنشاء شركات ومصانع مشتركة وسيساهم ذلك في نهاية المطاف في تعزيز الاقتصادين الوطنيين والارتقاء بمستوي المعيشة لشعبينا علما بأن حجم التبادل التجاري قد ازداد في عام 2018 بنسبة 11٪ مقارنة بعام 2017 وبلغ 108 ملايين دولار أمريكي كما ستكون هناك ديناميكية في العام الحالي أيضا، إلا أن هذا ليس الحد الاقصي وقد تكون الأرقام أعلي. وإلي أي مدي تحرص بيلاروسيا علي تعزيز سبل التعاون الثنائي مع مصر خلال الفترة المقبلة؟ إلي حد كبير جدا، حيث تدعم بيلاروسيا نوايا إبرام اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين بلدان الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر وستسهم الوثيقة في إزالة العديد من العراقيل التي لا تزال موجودة، بما في ذلك في تجارتنا الثنائية مع العلم أن الفضاء الاقتصادي الاوراسي هو سوق ضخم يضم 170 مليون نسمة، بالإضافة إلي ذلك، قد تصبح بيلاروسيا بالنسبة إلي مصر حلقة ربط مع بلدان أوروبا الغربية، وفي هذا السياق، تكتسب المشاريع في مجال النقل والخدمات اللوجيستية أهمية خاصة، وحسب علمنا فإن مصر هي مشارك نشيط في مبادرة »الحزام والطريق» وتسعي بيلاروسيا هي الأخري للمشاركة في مشاريع كبري في مجال البنية التحتية بطريق الحرير، وندعو قطاع الأعمال المصري إلي الشراكة وتم خلق ظروف مواتية للشركات في المجمع الصناعي البيلاروسي الصيني »الحجر العظيم» وفي مشاريع البنية التحتية والمجمعات التجارية اللوجيستية. وهناك آفاق جيدة للتعاون بين بلدينا في المجالين العلمي - التقني والتعليمي وقد تم انجاز جزء من ذلك ويحقق علماء من بيلاروسيا ومصر مشاريع علمية - بحثية مشتركة بنجاح، وذلك في مجالات النانو والوراثة الجزيئية وعلم المعادن وفيما يتعلق بالتعليم، ففي عام 2019، خصصت بيلاروسيا لأول مرة منحا دراسية للمصريين للحصول علي درجتي البكالوريوس والماجستير ويشارك أساتذة وطلاب بيلاروسيا في دورات اللغة العربية التي تنظمها جامعة القاهرة. وهناك مجال آخر واعد للتعاون، وهو السياحة ولاتزال مصر من أكثر الوجهات شعبية للسياح البيلاروس وقد زار 123 ألف بيلاروسي مصر في عام 2017 و212 ألفا في عام 2018 وعدد السياح المصريين الوافدين إلي بيلاروسيا لايزال ضئيلا ولكننا مهتمون بزيادة أعدادهم، وبيلاروسيا هي بلاد خضراء ذات طبيعة فريدة تجذب السياح من جميع انحاء العالم، ولدينا معالم تاريخية ومعمارية ومتاحف كثيرة. وماذا عن آفاق التعاون بين البرلمانين البيلاروسي والمصري؟ وإلي أي مدي هناك تنسيق لمواقف البلدين بالمنتديات الدولية في ظل التقارب الواضح للمواقف في قضايا عديدة؟ وتقدم مصر وبيلاروسيا دعما متبادلا احدهما للآخر بالمنظمات الدولية، وفي الأممالمتحدة، مثلا كان يجري عمل مشترك علي مكافحة الاتجار بالبشر وحماية القيم العائلية، وتشارك مصر مواقف بيلاروسيا فيما يتعلق برفض تسييس قضية حقوق الإنسان ورفض إصدار قرارات خاصة بدول بعينها. والتعاون البرلماني بين البلدين هو جزء مهم من الحوار السياسي وتقييم بيلاروسيا عاليا نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس مجلس النواب المصري السيد عبدالعال إلي مينسك في عام 2018 وجاءت خطوة مهمة علي طريق تعزيز العلاقات البرلمانية. وبحثنا مع السيد رئيس مجلس النواب المصري السيد علي عبدالعال خلال زيارتهإلي مينسك في نوفمبر 2018، كيفية زيادة ديناميكية التعاون والارتقاء بفاعليته،وتم آنذاك التوقيع علي اتفاقية التعاون البرلماني التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية وتملك البلدان الإمكانيات اللازمة لذلك. وسيسهم مجلس الجمهورية والبرلمان البيلاروسي في تعزيز التعاون مع مصر بشتي الطرق، وستؤدي مجموعات الصداقة البرلمانية دوراً مهماً في هذا العمل، ومن المهم توظيف إمكانياتها بأقصي درجة ممكنة للدفع بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات التجاري الاقتصادي والتعليمي والعلمي ، التقني، وهو ما نعمل عليه حاليا. ويجب التركيز بشكل خاص علي تطوير القاعدة التعاقدية القانونية التي تضم حاليا 45 وثيقة، ونمتن لزملائنا المصريين علي تفعيل العمل علي إعداد الاتفاقيات الثنائية للتعاون في مجالات السياسة الشبابية ومكافحة الاحتكار والتعاون المصرفي، وديناميكية المفاوضات حول هذه الوثائق وغيرها تعكس الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات. ومن المهم بالنسبة إلينا أن يستمر الحوار السياسي في التحول إلي مشاريع ثنائية بعينها في المجالات الاقتصادي والعلمي التقني والتعليمي. نحن مستعدون لنقل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا لزملائنا بشروط متبادلة المنفعة، ويتمتع علماؤنا ومهندسونا بالمهارات اللازمة. ويعود تفعيل الاتصالات السياسية والتجارية الاقتصادية بين البلدين بالدرجة الأولي إلي الثقة المتبادلة، والمبادئ المشتركة للسياستين الداخلية والخارجية، وتطابق الرؤي حيال أهم القضايا علي الأجندة العالمية. وتتطور مصر الحديثة بالاعتماد علي إمكانياتها والدول الشركاء التي يمكن الاعتماد عليها، بما فيها بيلاروسيا، وبلادنا مهتمة بمواصلة الدفع بعلاقات الصداقة مع مصر. وكيف تنظرون إلي الكلمة التي سيلقيها الرئيس السيسي أمام البرلمان البيلاروسي؟ بالنسبة إلينا هذا شرف كبير أن نستقبل فخامة الرئيس المصري في البرلمان البيلاروسي، وكلمة الرئيس هي فرصة للحصول علي معلومات من مصدر أولي عن التنمية الاجتماعية الاقتصادية لمصر وخطط تعاونها مع بيلاروسيا، وبالطبع، سيكون هذا اللقاء مفيدا للغاية بالنسبة إلينا. ما موقفكم من مشكلة الإرهاب والتطرف علي الصعيدين الإقليمي والدولي؟.. وكيف ترون تجربة مصر في مجال مكافحة الإرهاب؟ بات انتشار الإرهاب والجماعات الراديكالية اليوم من أكثر القضايا حدة في الشرق الأوسط، وتندد بيلاروسيا بالإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره بشدة، وتعبر عن دعمها لجهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف. ويعتبر الجانب البيلاروسي أن أعمال العنف بحق المدنيين التي ازدادت في السنوات الماضية، لا مبرر لها ويجب ألا تمر دون رد فعل حازم موحد من المجتمع الدولي. وتعتبر تجربة مصر في مجال مكافحة الإرهاب، عن جدارة، واحدة من أكثر التجارب نجاحا في الشرق الأوسط. تمكن بلدكم من وضع نموذج فعال لمكافحة القوي الراديكالية بواسطة مواجهة شاملة علي مسارات عديدة، وتسهم مصر إسهاما مهما في حل المشكلات الإقليمية في مجال الأمن، ولدينا عناصر مشتركة كثيرة في هذا الإطار، إذ أن بيلاروسيا تنحاز أيضا لمبادئ تعزيز الأمن والسلام الشامل. سفير مصر ببيلاروسيا: زيارة الرئيس تاريخية وتؤكد عمق العلاقات بين البلدين تعد الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي هي الأولي التي يقوم بها كرئيس مصري لبيلاروسيا منذ تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1991 وقال السفير إيهاب نصر سفير مصر ببيلاروسيا إن الزيارة تأتي لتعكس التنامي الذي شهدته هذه العلاقات في مختلف المجالات خلال الأعوام الاخيرة خاصة العامين الأخيرين. قال السفير إيهاب نصر سفير مصر ببيلاروسيا إن العلاقات تتسم بالتنوع لتشمل مجالات مختلفة تحقق فائدة مباشرة لاقتصادي البلدين اللذين يتمتعان بقدرات كبيرة خاصة في المجالات الصناعية والاقتصادية والسياحية ويؤكد ذلك حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي زاد بنسبة تجاوزت العشرة بالمائة في العام الماضي مقارنة بعام 2017 وشملت الصادرات والواردات علي حد سواء. كما بلغت الشركات البيلاروسية المستثمرة في مصر 27 شركة في قطاعات متنوعة كالصناعات والسياحة والإنشاءات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات. ويعد أخذ الأمثلة الأبرز للتعاون هي الانتاج المشترك للشاحنات »ماز» البيلاروسية في مصر والذي لبي جانبا من احتياجات السوق المصرية من تلك الشاحنات المخصصة للخدمة الشاقة. وأشار إلي أن هناك إتصالات تجري بين عدد من الشركات بالبلدين للتوصل إلي صيغ مماثلة للإنتاج المشترك لعدة منتجات تلبي احتياجات السوق المصرية يوجه جزء منها للتصدير إلي الأسواق العربية والافريقية خاصة التي ترتبط بإتفاقيات تجارة حرة مع مصر، كما يؤكد الجانب البيلاروسي دوما دعمه الكامل لمفاوضات اتفاق التجارة الحرة الجارية بين مصر والاتحاد الاوراسي والتي عقدت جولتي التفاوض بشأنها وأحرزتا تقدما ملموسا وكان آخرهما في أبريل الماضي بموسكو. أما في مجال العلاقات السياسية فتتمتع البلدان بعلاقة متميزة حيث كانت السفارة البيلاروسية بالقاهرة هي السفارة الاولي لها في أفريقيا والشرق الاوسط، كما يشهد التواصل بينهما استمرارية ملموسة لتبادل الرؤي ووجهات النظر بشكل منتظم وعلي مختلف المستويات وكان احدثها خلال زيارة وزير الخارجية المصرية إلي مينسك في أغسطس 2017. وعن العلاقات البرلمانية بين البلدين أوضح »نصر» أن هناك تواصل منتظما ونشطا توج بزيارة د.علي عبدالعال رئيس مجلس النواب إلي مينسك في نوفمبر من عام 2018 والتي التقي خلالها مع رئيس مجلس النواب والشيوخ، كما استقبله الرئيس البيلاروسي أكسندر لوكاشينكو. ولعل ما يحظي باهتمام خاص ونشاط ملحوظ هو التعاون في المجالات الثقافية والانسانية حيث يتوافد عدد من الطلبة المصريين الدارسين في الجامعات البيلاروسية في مدن مختلفة بالبلاد إضافة إلي حرص بيلاروسيا علي إيفاد كوادرها للمشاركة في الدورات التدريبية التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية كما تشهد معدلات التدفق السياحي البيلاروسي إلي مصر نموا ملحوظا باعتبارها أحد الاسواق النشطة.