انطلقت فعاليات الدورة ال72 من مهرجان كان السينمائي الدولي بمجموعة من الأفلام والفعاليات القوية سواء علي مستوي المسابقة الرسمية أو الأقسام الأخري، بينما كان لحفل الافتتاح بريق خاص حيث تألق نجوم السينما العالمية علي السجادة الحمراء بينما يراقبهم العالم من خلال البث المباشر لوسائل الاعلام العربية والأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي. حضر حفل الافتتاح نجوم مثل جوليان مور وايل فاننج وسيلينا جوميز وايقا لونجوريا بالإضافة لرئيس لجنة التحكيم الدولية وأعضاء اللجنة و رؤساء لجان تحكيم المسابقات الأخري واعضائها بالإضافة لطاقم عمل فيلم الافتتاح »the dead don,t die» ومخرج الفيلم جيم جارموش. مع بداية عروض المسابقة الدولية أثار فيلم الافتتاح »الأموات لا يموتون» أو »الزومبي» انبهار البعض وخيبة أمل البعض الاخر، فكانت ردود الأفعال متطرفة إلي حد ما حيث اتهم النقاد جارموش بأن فيلمه ضعيف من حيث أداء بعض الشخصيات والتفاصيل الخاصة بهم، كما أشار البعض أيضا إلي أن مناقشة السياسة الامريكية ولكن من منظور كوميدي اجتماعي وهو ما رفضه جارموش بشدة وقال أنه يشعر بالضيق من فهم البعض لمضمون رسالة فيلمه بشكل خاطئ والنظر للأحداث وربطها بالسياسة الامريكية الحالية. وأضاف: الفيلم مضمونه انساني من الدرجة الأولي فأنا شخصيا لا اهتم بالسياسة ولكن اهتم بالعلاقات الإنسانية وكيف والي أي مدي تأثرت وهو ما حاولت رصده من خلال الشخصيات وأحدات الفيلم، لذلك أشعر بخيبة امل عندما أري ان الرسالة لم تتضح بعد». وقال: لا اعتبر السياسة جزء او حل للمشكلات التي تعاني منها الإنسانية بل علي العكس تماما السياسة لا تحل أي شيء بل تصنع الحواجز. وعلي النقيض يري البعض أن جارموش أبدع في اختيار الشخصيات والنجوم المشاركين بالعمل بالإضافة للسيناريو المترابط والذي وجه رسائل عن حالة التغيير التي يشهدها المجتمع الأمريكي بعد سيطرة وسائط التواصل الاجتماعي علي العائلة. أما فيلم »البؤساء» للمخرج لادج لي فجاء ليضع جارموش في موقف لا يحسد عليه بعدما قدم فيلم رائع يرصد الحياة اليومية لذوي البشرة السوداء في فرنسا وجاء مشهد البداية لاطفال من أصول افريقية يحملون العلم الفرنسي وهم في طريقهم لتشجيع المنتخب في مشهد شكل لوحة تعبر عن اندماجهم وترابطهم بالمجتمع الفرنسي، ثم تتناول الاحداث تعامل الشرطة الفرنسية معهم، وذلك من خلال مجموعة من السكان في حي شعبي اغلبية سكانه من الأفارقة والمسلمين. المفاجأة هي تناول المخرج أسباب حالة عدم الاستقرار في المجتمع من خلال إلقاء اللوم علي بعض نماذج رجال الشرطة الذين يتعاملون معهم خارج منظومة القانون الفرنسي، لينتهي الوضع بحالة شغب صعب السيطرة عليها وينتهي الفيلم بعبارة »لا يوجد اشخاص اشرار في المطلق ولكن يوجد أشخاص تم تعليمهم ومعاملتهم بطريقة خاطئة». تستغل المهرجانات السينمائية المصرية والعربية التجمع الأكبر لصناع السينما في العالم للترويج لنفسها وذلك من خلال عقد لقاءات وإقامة فعاليات علي هامش المهرجان، حيث يقيم علاء كركوتي مؤسس »مركز السينما العربية الاحتفالية الأهم للنقاد وهو حفل جوائز النقاد من مركز السينما العربية الذي يقام علي هامش المهرجان، اليوم للعام الثالث علي التوالي ليعلن عن الأسماء الفائزة وتسليم التكريم هذا العام للناقد إبراهيم العريس وديبورا يانج، كما توجهت وفود تمثل مهرجانات السينما المصرية والعربية علي رأسهم خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما، ووفد من إدارة مهرجان القاهرة يضم كل من رئيس المهرجان محمد حفظي، ونائب المدير الفني للمهرجان أحمد شوقي، وأيضا وفد من مهرجان الجونة يضم الفنانة بشري والمخرج أمير رمسيس ومدير المهرجان انتشال التميمي، كما يتواجد وفد من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يضم مديرة المهرجان عزة الحسيني وسيد فؤاد رئيس المهرجان، كما يتواجد د. احمد عاطف درة، رئيس مهرجان العلمين، المنتظر انطلاق دورته الأولي 2020، للترويج للمهرجان وفعالياته وأهدافه من خلال مطبوعات للتعريف بالمهرجان. أما السينما العربية فلها وفود حرصت علي التواجد بالمهرجان علي رأسهم مهرجان مالمو للسينما العربية الذي يقام في مدينة مالمو بالسويد في شهر أكتوبر من كل عام، حيث يضم الوفد محمد قبلاوي، رئيس المهرجان، والناقد السينمائي محمد عاطف مبرمج الجونة ومن مهرجان قرطاج نجيب عياد رئيس المهرجان.كما أقام المهندس نجيب ساويرس احتفالية خاصة بمهرجان الجونة علي هامش مهرجان كان بمشاركة وفد مهرجان الجونة ووفود المهرجانات المصرية والعربية. اما المشاركة العربية تأتي بتمثيل فلسطين بفيلم »لا بد وانها الجنة» للمخرج اليا سليمان فيما يشارك المخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش بفيلم »مكتوب ماي لوف إنتر متزو» في المسابقة الدولية؛ اما الفيلم المصري الوحيد »فخ» فيشارك بأسبوع النقاد وفي »نظرة ما تشارك الجزائر بفيلم »بابيشا» للمخرجة مونية مدور، والذي يقدم صورة عن حياة النساء خلال مرحلة الإرهاب التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات أما المغرب فيشارك بفيلم »آدم» الذي أخرجته مريم توزاني، والذي يروي قصة لقاء بين امرأتين في قالب اجتماعي شيق. وفي العروض الخاصة يشارك فيلم »من أجل سما» للمخرجة السورية وعد الخطيب بمشاركة إدوارد واتس. وتشارك المخرجة الكندية من أصل تونسي مونيا شكري بفيلم »زوجة أخي» ضمن تظاهرة »نظرة ما».