»كراهية وحقد النظام التركي لمصر، وسعيه لزعزعة استقرارها وأمنها بكافة السبل، لم يعد خافيا، وتكرس ذلك بعدما انهار حلم أردوغان بالسيطرة علي مصر كولاية عثمانية يكون هو سلطانها، خاصة وأن هذا الحلم كان علي وشك التحقق مع تولي الإخوان حكم مصر ولكنه تبدد سريعا مما أصاب السلطان المزعوم بالارتباك والجنون». فطوال السنوات اللاحقة داوم أردوغان علي التدخل بشئون مصر الداخلية والنيل منها بوصفها أهم القوي الاقليمية المنافسة له.. والتدخل التركي في شأن الآخرين وانتهاك سيادة واستقلال الدول أمر أصبح معتادا في ظل رئاسة اردوغان لبلاده، فلسنوات طويلة كرس كل إمكانيات بلاده لتدمير سوريا ، متحديا في ذلك كافة قرارات الشرعية الدولية، كما دعم ميليشيات التنظيمات الارهابية بها ماليا وعسكريا، كما اتجه أردوغان لتكثيف جهوده بليبيا في محاولة لمحاصرة مصر باستخدام دولة تمثل أمنا قوميا لها.. وفي هذا الشأن قام بنقل أعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب ب»جبهة النصرة» لليبيا، كما تم الكشف وأكثر من مرة عن تهريب شحنات من الأسلحة لفصائل ليبية سرا من تركيا وتابعتها قطر ! وذلك رغم قرار مجلس الأمن الدولي عام 2011، بحظر تصدير الأسلحة لليبيا وقبل أيام تحول هذا الدعم السري لشكل رسمي معلن، فقد اعلن اردوغان بكلمات واضحة دعم حكومة الوفاق الليبية، وهو ما عكس محاولات تركية للتأثير علي الجهود الاقليمية بقيادة مصر لإعادة ليبيا كدولة مستقرة من جديد. أخيرا علي المجتمع الدولي عدم تجاهل ما يحدث وان يتحمل مسئوليته في التعامل معه، وعلي الليبيين أنفسهم تقع المسئولية الأكبر ، كما تؤكد مصر دوما، لدعم وإنقاذ بلادهم من هذا المنزلق الخطير بإعلاء مصلحة بلادهم فوق أية اطماع او مصالح، وفهم أن من يساعد بعضهم ماليا وعسكريا ليس حبا بليبيا وإنما سعي لتعقيد الاوضاع وتنفيذ أجندات ترسم مستقبلا غامضا للمنطقة، إذا استمر ذلك فالمشهد المستقبلي لن يبشر بأي خير والضحية كما يحدث دائما الشعب .