وكعادتك في مفاجآتك فعلتها ورحلت .. كنت دائما تفاجئنا بالاشياء السارة ..هذه المرة كانت مفاجأتك قاتلة مرعبة مخيفة لم نصدق انك مريض وتصورنا انك ستعود .. كان يحدونا الامل في عودتك من المستشفي ولكن سبقتنا اليك إرادة الله .. بالامس القريب كان عيد الام .. صرخت امك قائلة :»افتحوا له الباب انا سامعه خطوته عالسلم».. عند وداعك قبل ان نسلمك الي بارئك هَوَتْ امك وزوجتك واخواتك في محاولات يائسة لاسترداد روحك من طائر الموت .. اولادك يا حبيبي نظراتهم تائهة تبحث عيونهم عنك في كل الوجوه .. ولم يصدق احد من الذين شاركوا في دفنك انك لن تعود .. لقد رأيتك يا حبيبي بين الناس في سرادق العزاء .. كم الفضل والكرامة لك ياحبيبي عند الناس .. لم يغب عن عزائك احد لم يتخلف عن الحضور احد ..الكل كان عند موعده تماما البلد كلها ياحبيبي كانت تنتظرك في عزائك .. كل شيء تم كما كنت تحب وكأنك كنت موجودا.. كل من احبوك التزموا بتعليماتك ونظامك وكرمك وفضلك وخيرك .. وكأنك موجود .. الحب في عيون كل من حضر والحزن ايضا.. لم اصدق ان هذا يوم عزائك ..كأنه يوم فرحك يا حبيبي .. تري كيف يا حبيبي سنعوض غيابك؟ من سيجمع شمل هؤلاء ؟ مرة اخري .. لقد كان اتفاقنا انك ستقف في جنازتي وهاأنت تخلف وعدك فمن سيمد يده ليأخذ عزائي .. سامحك الله يا حبيبي لقد فطرت قلبي وقلوب محبيك الذين هوت قلوبهم عليك لتستردك .. امك ياحسين وزوجتك وشقيقاتك وابنائك سألوني عنك.. ولم اجد الاجابة الا ان قلت لهم لا اله الا الله محمد رسول الله.. إنه قضاء الله .. انا لست بخير يا حسين .. عندما لا تجد من تُخبره أنك لست بخير فهذه اصعب اللحظات .. وكأنك تقول لي علي لسان بشارة الخوري: عِشْ أَنْتَ إِنِّي مِتُ بَعْدَكْ .. واقول لك ايضا علي لسان بشارة الخوري ان امك هَوَتْ عَلَيْكَ بِصَدْرِهَا يَوْمَ الفِرَاقِ لِتَسْتَرِدَّكْ واقول لك أنت: أَنْقَي مِن الفَجْرِ الضَّحُوْكِ وَقَدْ أَعَرْتَ الفَجْرَ خَدَّكْ وداعا ياحبيبي واخي وصديقي وابني ورفيقي الغالي وابن خالي حسين سعيد يوسف سليمان الفقي.