لم يعد »تحفيلا».. وإنما أصبح »تهبيلا» ما وصلت إليه الحالة في الساحة الرياضية يمثل خطراً شديداً، وينذر بكوارث لا تقل بشاعة عما حدث في ستاد بورسعيد، وفي ملعب الدفاع الجوي. من لا يري هذا الوضع المرعب.. إما أنه »يستعمي» ليمارس نشاطه التخريبي عبر وسائل الدمار الاجتماعي.. أو أنه »يستعبط» ليستمر مشاركاً في لعبة قذرة تحاول النيل من استقرار البلد.. الاستقرار الذي لا يرضي عنه الأندال. كان »التحفيل».. موضة، تحمل خفة الظل أحيانا، أو مداعبة لطيفة مقبولة أحيانا، ولكن سرعان ما تحول إلي سخافة وقلة أدب وسلوك حقير لا يليق.. أسباب »التهبيل» كثيرة.. كلها بعيدة عن البراءة وعن الاحترام.. وأغلب الظن أن »الخبث» هو المصدر المحرك لهذه الآفة الجديدة علي مجتمع كان مضرب الأمثال في الذوق، وإذا بأعداد غير قليلة من بين أفراده تطل علي الدنيا كل صباح بفاصل عريض من »الجليطة». »التهبيل».. يمثل خطراً شديداً.. ولا ينبغي للمسئولين علي كل الأصعدة أن يقفوا أمامه متفرجين، وإنما أصبحت الضرورة ملحة بسرعة التدخل لأن العملية »ظاطت» بين جماهير أكبر ناديين في مصر والشرق الأوسط.. وللأسف هناك من ينفخ في النار ليزيدها اشتعالا. عندما يغلق الإعلام الرياضي أبواب المصداقية.. وإذا نسف اتحاد الكرة من قاموسه كلمة شفافية.. وكفت الأندية الكبري عن الالتزام بالجوانب التربوية والأخلاقية.. سترتفع معدلات »التهبيل».. »التحفيل» سابقاً، حينئذ يختلط الحابل بالنابل، وتتوه الحقيقة.. لتطفو علي السطح مظاهر جدل تؤدي إلي تعقيد المشكلة أو الأزمة أكثر. ماذا يقول النجم الأسطوري لزملائه في أوروبا، عندما يسألونه.. علي اعتبار أن الدنيا »صغيرة».. ماذا يحدث في المحروسة.. من »شتيمة».. وسب وقذف.. وتحفيل. بالتأكيد.. لن يجد صلاح ما يرد به.. لأنه طبعاً لن يقول الحقيقة المؤلمة التي ستسئ إليه. .. حاجة تكسف! يري الكثيرون.. أن بطولة الأمم الأفريقية جاءت لرجال اتحاد الكرة علي »الطبطاب» لأنهم سيأخذون منها وسيلة لرفع الشعارات التي تطالب وتناشد الجميع بالالتفاف وراءها.. ومن ثم نسيان أي »بلاوي» أو مشاكل تهدد حضراتهم! شكراً للأشقاء الأعزاء مسئولي نادي الأفريقي التونسي الذين كانوا سببا رئيسيا في عودة الإسماعيلي لدوري أبطال أفريقيا. أخيراً.. التفت نواب الشعب لما يجري من تجاوزات في عالم الاغتراف، وضياع ملايين الجنيهات علي خزينة الدولة بسبب عمليات اللف والدوران والسمسرة. ولعل طلب الإحاطة الذي سيناقشه البرلمان في هذا الشأن سيكشف عن إهدار رهيب للمال العام.. وعن »فضائح بالهبل».. ولامؤاخذة!