أكد نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماثيو سالفيني، أن بلاده لن تدخل في صدام مع فرنسا بسبب اللقاء الذي حدث مؤخرا بين مسئول إيطالي وممثلي حركة السترات الصفراء الفرنسية، جاء ذلك في محاولة لاحتواء الازمة بين البلدين لا سيما بعد استدعاء فرنسا سفيرها في ايطاليا للتشاور علي اثر الواقعة. وأبدي سالفيني في بيان له، استعداده للاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لبحث أسباب التوتر مع باريس التي استدعت سفيرها في إيطاليا للتشاور عقب هذا اللقاء. وحث سالفيني فرنسا علي الوفاء بشروط ثلاثة أساسية من أجل تخفيف حدة التوترات معها يتمثل الأول في ضرورة توقف باريس عن إعادة المهاجرين إلي إيطاليا، والكف عن إجراء عمليات الفحص الطويلة للحدود بين البلدين والتي تؤدي إلي عرقلة سير المرور في المناطق الحدودية فضلا عن قيام فرنسا بتسليم 15 من المسلحين الإيطاليين اليساريين الذين لجأوا إليها علي مدار العقود الأخيرة من الزمن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية أنياس فون دير مول إن التدخلات الأخيرة من الجانب الإيطالي في الشأن الفرنسي تشكل استفزازاً غير مقبول. وأضاف بيان للخارجية الفرنسية إن استدعاء سفيرها لدي روما جاء بعد سلسلة من الاتهامات المتكررة والتهجم غير القائم علي أسس حقيقية والتصريحات المستفزة التي يعرفها الجميع، وهو أمر غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايوقد صرح علي شبكات التواصل الاجتماعي أنه التقي مسئولين من السترات الصفراء، مضيفارياح التغيير تخطت جبال الألب. في حين سبقه وزير الداخلية ماتيو سالفيني زعيم حركة »الرابطة» اليمينية المتطرفة بتصريح آخر ضد الرئيس الفرنسي، الذي عبر عن أمله في أن يتحرر الشعب الفرنسي قريبا من »رئيس سيء للغاية»، في تصريحات غير مسبوقة إطلاقا بين مسؤولي دولتين مؤسستين للاتحاد الأوروبي. يذكر أن هذه التصريحات تأتي في إطار الاستعدادات الإيطالية لانتخابات البرلمان الأوروبي المقرر عقدها في مايو المقبل. ويسعي سالفيني إلي حشد جبهة أوروبية لأحزاب اليمين المتطرف تواجه المؤيدين لمزيد من الوحدة بين الدول الأوروبية وعلي رأسهم الرئيس الفرنسي ماكرون. وأشارت المتحدثة الفرنسية أن باريس تعي الأهداف السياسية لهذه التصريحات، لكن حملة الانتخابات الأوروبية لا يمكن أن تبرر التقليل من احترام أي شعب أو ديمقراطيته. مشددة علي أن كل هذه الأفعال تولد وضعا خطيرا يطرح تساؤلات حول نوايا الحكومة الإيطالية في علاقتها مع فرنسا. علي الجانب الآخر، بدأت تظهر أصوات في الداخل الإيطالي تدعو للتهدئة، خاصة أن العلاقات بين إيطالياوفرنسا ليست علاقات عادية، وهناك تبادل تجاري بين البلدين يصل إلي 200 مليار دولار، وسرب القصر الجمهوري الإيطالي أنباء إلي وكالات الأنباء الإيطالية تشير إلي غضب عارم من جانب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا من تصرفات دي مايو ودعا للحفاظ علي العلاقات مع الحليفة فرنسا، في حين أكد وزير الخارجية إينزو مواڤيرو ميلانيزي أن رئيس الوزراء جيوسيبي كونتي من زيارته الحالية للبنان سيعمل علي حل هذه الأزمة الطارئة بين البلدين والتي يشير مراقبون أنها لن تستمر طويلاً لأن حجم المصالح المتبادلة ضخم للغاية.