نجاح الأجزاء التالية لأي عمل درامي ليس مضمونا باستثناء الاعمال التي قدمها عميد الدراما العربية أسامة انور عكاشة فدائما ما يقع صناع الاجزاء الجديدة في المسلسلات في مأزق استغلال النجاح الذي تحقق للعمل في جزئه الاول دون أن يكون ل »قماشة» الدراما القدرة علي خلق احداث جديدة ومتطورة تجذب الجمهور للمتابعة فيلجأوا للمط والتطويل وخلق احداث فرعية تشتت المشاهد وتبعد العمل عن اهدافه ومضمونه الحقيقي فتكون النتيجة الحتمية الفشل الذريع لدرجة التأثير في نجاح الجزء الاول ولكن في الجزء الجديد من المسلسل الاجتماعي »أبوالعروسة» الذي يجري عرضه حاليا علي شاشة »دي أم سي» خالف التوقعات وحققت الحلقات الجديدة جذبا للمشاهد الذي حرص علي متابعتها لدرجة أن المشاهدين عندما لا تعرض حلقة لسبب ما فإنهم يتساءلون علي مواقع التواصل الاجتماعي عن السبب في عدم الاذاعة هذه التساؤلات من المشاهدين تؤكد علي ارتباطهم بالحلقات والتفاعل مع الاحداث وهذا يعد بمثابة قمة النجاح . لقد نجح صناع الجزء الثاني من »أبوالعروسة» في تقديم حكايات مصرية حقيقية من كافة المستويات والشرائح الاجتماعية؛ ويتميز بخفة الدم التي يتميز بها المصريون فهناك اسرة »عبد الحميد وزوجته عايدة »- سيد رجب - الموظف البسيط وعائلته وأسرة »ملاك» صديق عبد الحميد وزميله في المصلحة الحكومية خالد كمال - وأشقاؤه واسرة »داود» - احمد صيام وزوجته صفاء الطوخي - وهي اسرة تمثل الطبقة الغنية وأسرة »جابر وعبير» - مدحت صالح ونرمين الفقي ومن خلالها يناقش المسلسل ازمة الزواج في ظل وجود فوارق في المستوي التعليمي بين الزوجين؛ وحكاية شريف وشيري - محمد عادل وأماني كمال - وتتناول حكايتهما ازمات المتزوجين حديثا وأسرة »نيرة وايمن» رانيا فريد شوقي وتامر فرج وتتناول تأثير الخيانة علي الحياة الزوجية كما قدم المسلسل نماذج لشباب تخرج من الجامعة ويبدأ البحث عن احلامه دون الانتظار للوظيفة الحكومية وإخفاقاتهم ونجاحاتهم تلك الحياة التي يتناولها المسلسل تتواجد حولنا فلا يوجد شخص لا يعرف عددا من هذه الحالات التي تتواجد في حلقات »أبوالعروسة» وهذا سر نجاح المسلسل لأنه يقدم نماذج حقيقية من لحم ودم تعيش بيننا فتفاعل معها الجمهور وصدقها . يبقي المشهد الاجمل والمؤثر في حلقات الجزء الثاني والذي يعبر بمنتهي الصدق عن قيمة الصداقة الحقيقية وهوالمشهد الذي جمع بين »عبد الحميد وملاك» عندما أخبر الطبيب عبد الحميد انه مصاب بتآكل بصري وانه خلال شهر واحد فقط سيفقد بصره وخرج عبد الحميد للشارع بصحبة صديقه ملاك وهو يعيش حالة صدمة قوية وذهول لما سمعه من الطبيب وكان صديقه »ملاك» يطمئنه بأنه سيذهب به لطبيب اخر ولكن عبد الحميد كان لا يسمع كلمات »ملاك» وهو يسير بجواره في الشارع وفجأة يقول له »سيبني يا ملاك لوحدي» فيرفض ملاك ولكن عبد الحميد يصر علي السير بمفرده ولكن الصديق »ملاك» لا يترك صديقه فقد كانت عيونه تراقبه من بعيد ويظل يسير وراءه من بعيد دون أن يشعر عبد الحميد ويرفض ان يتركه في هذه الحالة بمفرده.