لا أعرف من هو صاحب عبارة : "إذا وجد الناس المجاري تطفح في شارعهم، وضعوا قطعا من الطوب، وعبروا عليها الي بيوتهم، أما إذا وجدوا فتاة بملابس عارية، فإما يلتفون حولها او يسيرون وراءها"!. الإعلام في بحثه عن الجاذبية قد يتبع نظرية " المجاري والفتاة العارية "، ليحقق التشويق والمشاهدة والانتشار، ويجذب الزبائن والاعلانات، حتي لو كان ذلك علي حساب الأخلاق والضمير، اما اذا اهتم بما يعاني منه الناس، فقد ينصرف عنه الناس، بزعم انه غير جاذب ودمه ثقيل!. المشتغلون بالمهنة يعرفون أن سر الجاذبية، يكمن في مثلث أضلاعه "الدين والسياسة والجنس"، وكلما كان الخوض في الجوانب الشائكة منها حادا وفاضحا، كانت معدلات الانتشار والاستحواذ علي الرأي العام كبيرة. لا ضرر من تفعيل مثلث الجاذبية الإعلامية، إذا التزم بحد معقول من ضوابط المهنية والأخلاق والوعي، فلا يخدش ولا يتلصص ولا يرتزق ولا يثير فتناً، وبالعكس يمكن ان يكون حارسا أمينا علي القيم والمبادئ والضمير، وخط دفاع متقدم يحمي البلاد من مخاطر كبيرة. مخطئ من يتصور ان القوانين والقيود الإدارية هي التي تهدد حرية الاعلام، بقدر ما هو الرأي العام الاسير وراء قضبان سوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، فصارت لها الكلمة العليا، وتفرض اجندتها دون ضوابط تكبح الانفلات، او تحمي من الاجتراء وتمنع الاعتداء علي حريات الآخرين. لا المجاري الطافحة تعالجها قطع الطوب، ولا الفتاة العارية تحقق الجاذبية، والموضوع يطول شرحه • بكل لغات العالم ! كل مؤتمرات النزاعات العربية الساخنة تعقد في الخارج، وتحت رعاية دولية وإشراف الدول الأجنبية: نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، تعقد اجتماعاته في جنيف.. الأزمة السورية في أستانا عاصمة كازاخستان.. الازمة الليبية في باليرمو بإيطاليا.. اليمن في السويد. هل عجزت أرض العرب وفنادقهم عن لملمة جراح العرب ؟ ما فائدة جامعة الدول العربية والعرب يديرون ظهورهم لها ؟ ما حك جلدك غير ظفرك، والجلد ينزف والأظافر حادة، تنهش وتزيد الجراح إيلاماً، وأصبحت قضايا العرب وجبة دسمة علي موائد الجياع. العرب هم الأقدر علي احتواء مشاكلهم اذا خلصت النوايا،وأهل قريش أدري بشعابها، اما اذا ظلت الملفات كعكة للمطامع التآمرية والمصالح الأجنبية، فلن يتوقف إطلاق النار، وأمامنا زمن طويل. منهم لله ! 2.5 مليار دولار سوف يتم إنفاقها في مشروعات، لتطهير التربة الكويتية من التلوث الناجم عن الغزو العراقي للكويت، وأضف اليها كام مائة مليار نفقات الحرب، وكام مائة مليار تكلفة الدمار، وكام مائة مليار لشراء الأسلحة والعتاد. »لو» انفقت هذه الأموال علي التنمية في البلاد العربية، لصارت شعوبها أغني الأغنياء، ولا وجدنا فقيراً ولا محتاجاً ولا مشرداً.. لكن لأن "لو" تفتح عمل الشيطان، فقد تسلطت علي المنطقة شياطين لا حصر لها.. والنتيجة أننا أصبحنا شعوباً تزف الموتي ولا تدرك قيمة الأحياء. الإحساس نعمة ! بيننا بشر جلودهم سميكة، ويصرون علي الحصول علي بطاقات التموين، رغم انهم أثرياء وميسورون، وبعضهم يتفاخر أنه يمتلك ثلاث وأربع بطاقات ويتركها للسائقين والخدم. من جيب الحكومة وليس من جيب "... "، وهذا يمثل أعلي درجات الندالة والتنطع. لو كنت مكان وزير التموين، لأصدرت قائمة سوداء بأسمائهم، لتجريسهم أمام الرأي العام. لا تزاحموا الفقراء في لقمة عيشهم، واتركوا الدولة تنظف البطاقات، وتعيد توزيعها علي المحتاجين فعلاً، لتخفيف الأعباء عن أرقام الدعم الفلكية، وتوصيله للمستحقين.