جريمة اختلط أبيضها بأسودها.. طفل طيب القلب هادئ الطباع بريء لكن قطرة دم واحدة سالت من دم معلمة دونما ذنب اقترفته حولت هذا البياض إلي سواد.. لم تكن قطرة واحدة بل انقض سيف الطالب بالصف الأول الثانوي علي معلمته كالثور الهائج بسكينين لتغرق دماؤها أرض الغرفة التي كانت تعلمه فيها.. جريمة قتل اعترف مرتكبها بكل براءة ! فهو منذ نشأته لا يجيد المناورة فقط يقول ما يراه في خياله وإن كان كذباً، ويفعل ما تأمره به لعبته المفضلة علي الآيباد "لعبة الموت ".. دبر لجريمته كمحترف، ونفذها في غاية الدقة، لم يرحم دموعها، ولم يستجب قلبه لتوسلاتها، ولم لا وهو صاحب خيال واسع.. يبحر مع عالمه الموازي وينفذ ما يمليه عليه عقله الباطن وأبطاله الذين يعيشون بداخله من خلال كارتون " إينمي " الذي أدمنه وصار متوحداً مع عالمه الافتراضي الذي أراد به أن يخرج إلي الواقع لتعود يداه ملوثة بدماء معلمته البريئة التي اعتبرته مثل ابنها وأغدقت عليه من الهدايا.. الأغرب أن " سيف " لم يندم علي جريمته بل اعترف بها بكل بساطة مؤكداً أنه كان يخطط لقتل أحد أخوته وأنه يريد أن يكون أشهر إرهابي عرفه التاريخ !.. »أخبار اليوم» حققت في القضية مع كل أطرافها والتقت أسرته وجيرانه ومحاميه وزملاءه وكذلك جيران المجني عليها لنضع المجتمع أمام تلك الواقعة التي نادراً ما تتكرر أحداثها، فهي جريمة قتل دون دافع حقيقي، كما أن المجني عليها ليس بينها وبين الجاني أية خلافات بل إن كانت ثمة علاقة فهي علاقة مودة واحترام بين معلمة وتلميذها المتفوق ! وكذلك في محاولة للإجابة عن السؤال الذي يفرض نفسه : هل الطالب سيف مجرم يستحق أقصي العقوبة أم ضحية إدمان أفلام الكارتون ويستحق الشفقة.. ولماذا اختار الطالب يوم عيد ميلاده ليرتكب فيه الجريمة ؟.