فوق ارصفة الماضي المتشحة بالسواد يشهر سيف الامل ويسكن راحة يد الذكري يحمل انين الجراح وصدي العويل لم يكن هناك ثمة بصيص من النور.. ليجد نفسه مصلوبا بين حنايا الظمأ والموت والجوع.. بين شهقة الامل ونزعة الالم يمتطي صهوة المسافة بين الموت والهروب يفزع منه الفرح ويطارده عويل الحزن وهو مثقل بحمل انين الجرح ووجع الرحيل لم يكن هناك ثمة خطيئة او كبيرة او حزمة من الآثام المجرمة.. عالم جديد لم يعتده.. امسيات ونهارات منسوجة من زمن قاهر.. علي صهوة المسافة بين الموت والظمأ.. نبض الوجدان فيها مؤلم مزعج يقطر هلعا ورفضا للواقع .. الاعين المعلقة الملهوفة علي ستائر الانتظار تبحث وتفتش في المسافة المعلقة بين ليل فاجر صادر احلامنا وبين فتنة عبارات ولحيظات جامحة وحالمة بسحر الامنيات. علي قارعة الطريق المفزع المخيب للامل ..نلهث بالحيرة والخوف والارق والدهشة.. في مساكن يعلوها لهيب الظمأ ونهش الجوع ونزف العطش وقهر الفضائح وخلع اردية الحياء والحياة.. هل نستطيع ان نخطو نحو مستقبل يليق بخطوات واحلام ابنائنا.. ام اننا نحمل موتنا بين القلب وثناياه وشغافه كالحالم الولهان او كالفراشة التي تسعي للنور فتحترق في النار وهي جاهلة. قبل الرحيل المس بذاكرتي رماد الذكريات المغتسل بشهقات ضحايا الذئاب الممزقة علي شهوات ارصفة العواصم.. ما يفوق 58 عاما وعاصمة تخنقه ادخنة حرائق الضياع بين الموت والالم المحطم.. سيبدا الحفل هل ياتري انت مستعد ان تتعطر بخمور النشوة وشذي الكبرياء الذي يفوح بصلوات الحب ام انك ستظل غارقا ترقد تحت رماد الفجيعة منتظرا ان تلفحك نيران الماضي المخبوء خلف اوجاع الذكري؟ طفق يجمع ظلال عورات المعاني حين لم يحتمل عصف الكلمات وصمت العبارات. كانت الملامح المشوهة تقصف دمه المحترق بالدهشة وتفتح بين اضلعه جرحا ينز بالالم.. جرحا يشبه الخطي الاولي المكبلة بالغضب وهو عالق بالرفض والصراخ حين ترسم ادمعه قيدا في فراغ يلهو بنزواته ويجرح احلامه.