حاجة عجيبة جدا، مصر دي فيها كل حاجة وكل ظواهر المشاعر الانسانية وكل الطبقات الاجتماعية وكل العادات والتقاليد المتحفظ منها والمنفتح وناس هاي وناس باي وناس مؤدبة وناس قليلة الأدب، احنا زي ما تقول كدة عشر شعوب في بعض. وإذا كنت فاكر الكام واحد اللي حوليك او اصحابك اللي بتخرج معاهم إن دول مصر تبقي فعلا غلطان. لان الشعب المصري في سماته مختلف تماما من مكان إلي آخر ومن زمان إلي آخر. لكن بشكل العام المصريون يحبون بلادهم لكن مشكلة كثير منهم انه ما بيعرفش يحبها ازاي او محدش قال له، فاممكن يجتهد من كتر الحب فيؤذي البلد وأبناءها. يعني مثلا لو انت ضابط بحث جنائي وقاعد بتشتغل اكتر من 20 ساعة في اليوم وعشان خايف علي البلد وسعت دايرة الاشتباه وطلبت من النيابة القبض علي 10 مشتبه فيهم، انت اكيد خايف علي بلدك بس خللي بالك لو دققنا شوية ممكن يكونوا 8 وفي 2 مظلومين. ولو عرفت ان الملف اللي قدامك ممكن يخلص في يومين لكن انت كموظف في الدولة راكنة أسبوع ما تتقي ربنا وتخلصه. ولو بطلت كصحفي تجامل رجال الأعمال وأصحابك الدنيا هاتبقي احسن. لكن المشكلة الحقيقية إننا معتقدين ان الحكومات والرؤساء هما اللي هايغيروا البلد،،، مستحيل. البلاد بتتغير بالشعوب مش بالحكومات. احنا عاوزين نبقي سويسرا بكرة الصبح واحنا قاعدين في بيوتنا،،، مستحيل. لاحظ معايا بضميرك: ان صوتنا بيعلي بس في المطالبة بالحقوق وتسمع بقي.. مصر زحمة وفيها تلوث وسرقة ورشوة ومحسوبية والدولار غلي والسلع زادت والمنتجات الزراعية قلت. بقي كل ده حصل وانت مالكش ذنب ؟ معقول !! ده ربك بيدي كل واحد علي قد عمله واحنا في موضوع العمل ده مش شاطرين إلا في الكلام، أي هري فاضي وما تخدش انجاز. لما بشوف الشعب الألماني اللي فيه كفرة واللي عنده ضمير وذمة بقول يارب معقول الناس عندها ضمير في الشغل أكتر من المتدينين بتوع ربنا اللي عندنا ؟ الحقيقة اللي لازم نعرفها انه علي الأرض الدين والاخلاق لا علاقة لهما بجودة العمل فالمهارة لا تقاس بأنك صليت ولا حجيت لأن المهارة في التدريب والعلم والعمل. كمان الوطنية مش بالهشتاج ولا بإنك تهتف ولا تعيط لما تيجي أغنية عن مصر في القناة الأولي. الوطنية ان بعد ما تخلص عياط ماتسرقش بلدك ماترشيش ماتتنططش علي الناس بعمك اللواء ولا بصاحبك اللي بيستناك في المطار ولا تقول للظابط في الكمين أنت لو ماعدتنيش ماتعرفش إيه اللي هايحصلك. يا إخوانا احنا كل دول، احنا اللي مغرقين روحنا في فساد كفيل ينهي علي أي تقدم. وشئ غريب ان الناس بتعتقد ان البلد لو باظت بتبوظ علي حكامها أبدا انت غلطان البلد بتبوظ علي دماغ ناسها الأول، احنا اللي بنشيل الهم واحنا اللي قعدنا في بيوتنا خايفين في يوم من الأيام. اليومين دول ظهرت ملامح كدة بتودينا في سكة اللي يروح وما يرجعش، خلو بالكم التالتة تابتة ساعتها والله ما هينفعنا حد، احنا ماصدقنا الحال اتصلح نوعا ما وبقي في أمل من هنا أو من هناك. ها تقولي يعني يرضيك وضع حرية الرأي ولا الأسعار ولا حجم الدين الخارجي ؟ هاقولك طيب بضميرك ياشيخ يرضيك انت نص تصرفاتك اللي بتعملها وعارف انها ضد البلد بس ساعتها بيبقي صوتك واطي مش زي ما صوتك جايب آخر الدنيا وانت بتنتقد بلدك. فكروا في الكلام اللي أنا كاتبه حتلاقوه حقيقة في كل بيت في مصر احنا فينا كل حاجه وعكسها.