التراجع عن تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش، لم يكن يحتاج من إدارة (القاهرة السينمائي) لإصدار كل هذه البيانات والتشكيك في تسريب أحدها قبل صدوره رسمياً، لأن تمسكها بهذا الأمر تحت دعاوي غير مقبولة سيجعلها أمام أحد احتمالين، الأول أن يعتذر المخرج الفرنسي نفسه عن الحضور بعدما أثير من ضجة حوله فيضع المهرجان في موقف لا يحسد عليه، والثاني أن يحضر كما قال رئيس المهرجان لحبه لمصر وشغفه بزيارتها، ومن ثم سيترتب علي ذلك صدامات قد تشهدها ندوة تكريمه أو احتجاجات في الافتتاح وانسحاب فنانين من الحفل مع مقاطعة الاحتفاء بالدورة الأربعين. لا شك أن تاريخ ليلوش حافل بالانحياز للدولة الصهيونية وتصريحاته المستفزة عنها، وصوره وهو يضع خوذة الجنود خلال حضوره إحدي مناورات الجيش الإسرائيلي، أو في حيثيات منح جامعة بن جوريون له درجة الدكتوراه الفخرية (لأفلامه التي ساهمت في تطور دولة إسرائيل)، ما جعله يعبر مراراً عن ولهه بها ووصفه لها ب (أنها دولة أحبها كثيراً، وأشعر حين أزورها أنني في بيتي). وهذا ما أكده مالك خوري رئيس قسم السينما بالجامعة الأمريكية، مشيراً إلي أن المخرج الفرنسي اليهودي الديانة، زار إسرائيل أكثر من 12 مرة، وحاول دعم الهجرة إليها علي مدار سنوات، والتبرع بالأموال لدعم الاستيطان في فلسطين وأراضي الضفة الغربية، وهو ما دفع خوري ليتساءل، إذا لم يكن كل ذلك تعبيراً عن صهيونية ليلوش، إذن ماذا يكون؟ لقد كان بيان اللجنة الاستشارية العليا الأول للمهرجان مثيراً للغط، خصوصاً مع التبرير بكلمة (المجاملة) للبحث عن صيغة لتصريحات ليلوش، لأنها تنسف من الأساس رفض كل من تولوا رئاسة المهرجان فكرة (التطبيع)، ومن ثم فإن الرجوع إلي الحق فضيلة في بيانها الثاني (المسرب) الذي ألغت فيه تكريمه بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة. كان ولايزال وسيبقي موقف (القاهرة السينمائي) واضحاً تجاه دعم القضية الفلسطينية، وعلي مسئوليه أن يتقوا الشبهات في اختياراتهم، وبالطبع لن نعيش في معزل إذا قاطعنا الفنانين الذين يذهبون إلي إسرائيل، كما قال محمد حفظي رئيس المهرجان في بياناته وتأكيده المسبق علي عدم التراجع عن تكريم ليلوش، متناسياً نجوما لها ثقل اتخذت مواقف من الكيان الصهيوني مثل أل باتشينو، وروبرت دي نيرو، وميج رايان.