هذا وقت مثالي تماما لاستعارة روح التجربة الهندية في الحرف اليدوية وتقديمها في مصر، ليس السبب فقط أن التجربة عمرها الْيَوْمَ خمسون عاما ولا لأنها أصبحت المصدر الثاني في الدخل بعد الزراعة وتوفر عشرة مليارات دولار، أيضا أضيف أنها خفضت حجم البطالة ومساحة الفراغ فتحت آلافا من أبواب الرزق وأعادت التراث المنسي إلي الصدارة، دعاية جيدة لبلد صاعد يهتم بالحرف اليدوية اهتمامه بالخدمات والتكنولوجيا. والأهم أن هناك رغبة تتضاعف وتخلق فرصة حقيقية لدعم الحرف اليدوية تتلخص في آلاف الشباب الذين يحلمون بالعمل في مجال هذه الحرف المصرية. أوجه مقالي إلي الدكتور مصطفي مدبولي وأضع علي قائمة مهامه مشروع إعادة إحياء الحرف الصغيرة اليدوية الجميلة التي يمكن تنفيذها في ورش صغيرة أو زاوية ملحقة بالبيت يمكن لأي سيدة أن تعمل وتنتج دون عناء المواصلات ومصاريفها. أرجو أن ينال د. مدبولي شرف عودة الروح لهذه الأيدي والفنون المصرية التي تموت، ولديه من الحس بقيمتها مايجعله يضعها علي خريطة إنجازاته، وأن يصمم ورشا صغيرة في كل مدينة جديدة لكي تُعلم وتجمع ما يحيي الصناعات التي لا تحتاج إلي رأس مال كبير أو أماكن متسعة، كما أنها حرف لا تصدر ضوضاء أو مجالا لمخاطر. فكرة مثالية جدا لتكوين حي الحرف والتراث اليدوي في كل مدينة جديدة نبنيها، وأن تكون هناك منافذ صغيرة دائمة لبيعها، وأن نشجع علي تصديرها، هناك ملايين الناس في أوروبا القريبة يعشقون السجاد والكليم اليدوي المصري والخزف والزجاج والعرايس والنحاس والفضة والأحجار الكريمة والفانوس والأثاث والأكسسوار.. وأتمني أن نخصص جزءا من الميزانية لتكون هدايانا لضيوف مصر هنا أو في الخارج من الحرف والتراث المصري. الحرف اليدوية صناعات صديقة للبيئة، غير مضرة كما أن كثيرا منها يعمل علي تدوير الخامات. مشروع فني قَيم يليق بهوية مصر التي نبحث عنها، وأهديه إلي السيد رئيس الحكومة مؤمنا بقدرته ورغبته علي تمهيد الأرض لاستعادته، وأنهي موجها كل صور الاحترام لكل من يحاول الحفاظ علي هذه الفنون من آلاف الفنانين والشبان والصناع، كذلك مؤسسة اقتصادية كبيرة مثل بنك الإسكندرية الذي يدعم ويساند بحب وتقدير دون انتظار عائد، والعائد أنها اختارت رعاية الهوية المصرية بذكاء.