هانى شاكر مع ابنته » دينا « يوم زفافها ووسط آلامه المبرحة قال هاني شاكر ان ابنته دينا تعرضت لأزمة صحية حرجة يوم الاحد الماضي فقرر نقلها علي الفور إلي مستشفي »الشروق« في محاولة لانقاذ حياتها بعد ان تمكن المرض اللعين من الوصول إلي منطقة جدار البطن وهو الأمر الذي خضعت من أجله للعديد من الجلسات الكيميائية علي مدي عامين في باريس وتحديدا داخل المستشفي الأمريكي الذي بذل فيه فريق كامل من الأطباء مجهوداتهم في مطاردة أوجاعها والسيطرة علي عدم انتشار الأورام الخبيثة لبقية أجزاء الجسم. دعاء الأهل والأصدقاء ويلتقط أطراف الحوار أحد الأصدقاء المقربين للأسرة ويقول وهو يحاول السيطرة علي مشاعره: دينا أحاط بها أهلها وكل صديقاتها الذين أسرعوا إليها والتفوا من حولها وهم يرتلون آيات القرآن الكريم ويدعون الله سبحانه وتعالي لإنقاذها من محنتها ولكن لا راد لقضاء الله سبحانه وتعالي حيث لفظت انفاسها وسط أفراد أسرتها الذين أصابهم الذهول بينما أسرع الأهل والأصدقاء لوضع ترتيبات تشييع الجنازة من مسجد »الحصري« بالسادس من أكتوبر حيث تجمع مجموعة كبيرة من الفنانين والمطربين والموسيقيين حول هاني وزوجته »نهلة« وابنهما »شريف« وزوج الفقيدة »ممدوح« في محاولة لتخفيف آلامهم علي مصابهم الفادح. ومن خلال المعاناة التي عاشها المطرب الكبير هاني شاكر مع ابنته دينا خرجت أغنية »صعب جدا« التي سيطرت كلماتها علي عقله واستمعت إليها الابنة الراحلة وهي علي فراش المرض فطلبت من والدها استكمالها وتسجيلها وتقديمها في حفلاته فقد كانت تعشق الغناء ولها صوت مميز ولكن خجلها كان يمنعها من دخول هذا المجال ولذلك فضلت الدراسة بالجامعة الأمريكية. وعلي الجانب الآخر أصبحت أغنية »صعب جدا« تمثل عبئا نفسيا شديدا علي هاني شاكر بسبب كلماتها التي كانت تدندن بها ابنته الراحلة خاصة الجزء الذي تقول سطوره »صعب جدا تبقي شايف قدام عينيك حد أنت بتعشقه مليان آلام وكل دمعة من دموعه نازلة حايرة من عينيه من غير كلام«. صاحبة إرادة قوية وتلتقط احدي الصديقات المقربات إلي قلب وعقل دينا أطراف الحوار وهي تردد وسط بكائها الشديد: كانت رحمها الله انسانة صاحبة ارادة حديدية قوية وكانت تعتبر اسرتها وزوجها وأولادها »مجدي« و»مليكة« أغلي شيء في حياتها وكانت تستمد قوتها منهم جميعا خاصة عندما كانت تتعرض لاعصار المرض المدمر الذي ظل يطاردها علي مدي سنتين وسط دوامة من المشاكل التي تسبب فيها العلاج الكيميائي. وكان المطرب الكبير هاني شاكر يقول في جلسة خاصة مع معارفه واصدقائه قبل أيام من رحيل ابنته »دينا« انها تعد بمثابة شقيقته وليست ابنته فقط لانها أول بنت ولدت في عائلته وارتبطت بصداقة قوية أيضا مع والدتها »نهلة« وهو يشعر بضعف شديد تجاهها وبالتالي فمرضها زلزل كيانه تماما وكان يحاول دائما الاستجابة لكل مطالبها، ففي الشهور الأخيرة علي سبيل المثال وعقب التحسن الذي طرأ علي حالتها الصحية جاءت ثورة 52 يناير وكانت سعادتها كبيرة بهذه الثورة وطلبت مني العودة إلي ممارسة نشاطي الغنائي مؤكدة لي انها بخير والحمد لله وشجعتني ايضا علي احياء حفل شم النسيم بدار الأوبرا وطلبت مني في نفس الوقت اعداد ألبوم غنائي جديد وكنت أشعر بفرج وتفاؤل وهي تتابعني في مشاريعي الفنية.. هكذا كان حديث هاني شاكر قبل ان يختطف الموت ابنته التي لم تتجاوز 03 عاما والتي لم يمهلها القدر للسفر مرة اخري إلي باريس للعرض علي الأطباء هناك بعد ان تدهورت فجأة حالتها الصحية داخل مستشفي »الشروق« التي بذل اطباؤها جهدا كبيرا لإنقاذها ولكن الله سبحانه وتعالي استرد وديعته ليضع حدا لآلامها خلال الساعات الأخيرة. رحم الله »دينا« الفتاة الرومانسية الرقيقة التي انطبعت صورتها في عقلي وقلبي منذ ان التقيت بها في فيلا والدها المطرب الكبير هاني شاكر قبل سنوات من اصابتها بالمرض اللعين وكانت ابتسامتها العريضة التي استقبلتني بها دافعا قويا في لقائي الأول مع أمير الغناء الذي أدعو له ولزوجته »نهلة« ولكل أفراد اسرتها بالصبر علي فقيدتهم الغالية.